
“السيادة الوطنية خط أحمر”.. أمر واقع وليس حديث مواقع
فيديو للجيش يحقق تفاعلا غير مسبوق على شبكات السوشيل ميديا
حقق عدد المتابعات والتفاعل مع صور فيديو قصير بثته المؤسسة العسكرية في الجزائر أرقاما قياسية غير مسبوقة وسط جمهور المجتمع الافتراضي وهو ما يعكس بالحجة والدليل القاطعين قوة الرابطة الروحية بين الجيش والأمة، ومدى متانة العلاقة المنصهرة بين سليل جيش التحرير الوطني وشعب الأحرار وهي العلاقة التي انبثقت من رحم المعاناة إبان الحقبة الاستعمارية المقيتة.
عبد الرحمان شايبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يستغرق فيديو قصير بثته المؤسسة العسكرية أزيد من 63 ثانية، غير أن ارتداداته ضربت بأعلى مقياس على سلم المشاهدات والتفاعل والمشاركة بعدما تخطى 50 ألف تفاعلا في أولى الدقائق فقط من نشر المقطع على الحسابات الرسمية للمؤسسة العسكرية والموسوم بعنوان “السيادة الوطنية خط أحمر”.
وصنع الفيديو الذي تناول ومضات متفرقة من الحياة العسكرية في الجزائر بين التمارين والاستعدادات والمناورات التي تضمنتها السنة القتالية الفائتة والجارية واتسمت جميعها باحترافية وجاهزية عالية، قلّما تحظى بها الجيوش في العالم وهو احد الأسباب الكامنة خلف رجع الصدى بالافتخار والاعتزاز الشعبي بهذه المؤسسة وبالانتساب لبلد الثوار والتضحيات الجسام، حسبما تناولته التفاعلات وسط من شاهدوا المقطع وتجاوبوا مع مضمونه من الجزائريين، وحتى من خارج حدود الوطن نتيجة السمعة والصورة “القدسية” التي يحوز عليها الجيش الشعبي الوطني كـ “قوة ضاربة” إقليمية ودولية ارتبط وجودها بأقوى حرب تحررية شهدها العالم في العصر الحديث.
وتعدّت أصداء التفاعل مع مضمون الفيديو المصور إلى دول الجوار، وفي عموم المنطقة الإفريقية والعربية، تقاطعت جميعها حول تدوين الاعتراف بالتطور الحاصل داخل المنظومة العسكرية الجزائرية، كما تقاطعت الآراء والتعليقات في اعتبار القوة رقم 16 عالميا عامل أمن واستقرار إقليمي ودولي، وهي العقيدة التي لطالما عبّرت عنها الجزائر سياسيا ودبلوماسيا، في كون سلاح جيشها موجه بالأساس في وجه من يحاول التعدي على تراب الجمهورية ليس إلا.
ويظهر المقطع المصور جزءا من عُدّة وعتاد المؤسسة العسكرية التي تتميز بتسليح نوعي وكمي، بالتزامن مع مقاطع صور لتكتيكات ميدانية عالية الاحتراف، حيث يُعد الجيش الوطني الشعبي من الجيوش القلائل في العالم الذي يدير مناورات تحاكي الواقع باستعمال ذخيرة حربية حيّة، وفق ما يوضحه برنامج السنة القتالية كل عام من مناورات مهارية تجري تحت كل الظروف.
في الوقت الذي أبان فيه الاستعراض العسكري الضخم بمناسبة عيدي الاستقلال الماضي وكذا بمناسبة الذكرى الـ 70 لتفجير الثورة المظفرة جانبا مهما من نوعية التجهيزات والمعدات والمنظومات الدفاعية والحربية المتطورة التي يتحكم فيها منتسبو المؤسسة في القطاعات البرية، والجوية، والبحرية، وهي إمكانيات تدعو على الفخر والاعتزاز بالمستوى الذي بلغته الصناعة العسكرية في الجزائر خاصة مع اقتحامها عالم التصنيع، وفتح باب الحسابات الاقتصادية من خلال التعاون الدولي، وإبرام شراكات ثنائية وأخرى متعددة مع علامات صناعية وتجارية مرموقة.
وساهمت الظروف الإقليمية المحيطة بجوار الجزائر في الوقت الراهن من تلاحم الجزائريين واصطفافهم خلف مؤسسات الجمهورية لاسيما المؤسسة العسكرية التي يضعها كل الجزائريين على رأس الخطوط الحمراء للسيادة الوطنية.
كما يستشعر الجزائريون حساسية المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة ككل، مدركين في ذلك أن بلدهم مستهدف من قوى شر، تقودها جهات معروفة العداء الأزلي لكل ما هو جزائري، يتقدمهم التحالف الفرنسي ـ المخزني ـ الصهيوني وهو تحالف تزعجه جدا انجازات الجزائر المتتالية، ولا ينفك عن التآمر ضد بلد تضعه كل المعايير والمقاييس في حجم “قارة”.
وبالعودة إلى قراءات فيديو وزارة الدفاع الوطني، فقد سجل المحتوى أكثر من 57 ألف إعجاب، و4.6 ألف مشاركة، و3 آلاف تعليق في ظرف وجيز جدا، مع بلوغ الترند ملايين المشاهدات.
وعرض الفيديو، الذي تبلغ مدته 1.03 دقيقة، مشاهد نوعية لتنفيذ تمرينات متنوعة بالذخيرة الحية بمناطق مختلفة من الوطن، بمشاركة مختلف القوات البرية، الجوية والبحرية، مع رسائل قوية تؤكد جاهزية الجيش الوطني الشعبي للدفاع عن السيادة الوطنية في كل الظروفن ما أدى إلى تفاعل شعبي لافت وغير مسبوق مع مضمون الفيديو، وهو ما تشرحه التعليقات والتفاعلات التي انتقلت إلى خارج حدود الوطن وانخرط فيها أفراد الجالية الوطنية بالمهجر، وكذلك متعاطفين عرب وأجانب يُكنّون التقدير والاعتراف لدور الجزائر المحوري والسيادي في العالم، ولمؤسسة الجيش التي ظلت بمثابة الصخرة التي تفتتت عليها جميع المؤامرات التي حاولت استهداف الوحدة الوطنية وشق صف الأمة.
وتقاطعت آلاف التعليقات حول دعم مؤسسة الجيش ومؤسسة الرئاسة بقيادة الرئيس السيد عبدالمجيد تبون الذي ملأت مقتطفات من خطاباته العديدة وأشعلت تفاعلات قوية وسط تعليقات المشاهدين، من قبيل الجملة التي رددها الرئيس عبدالمجيد تبون خلال زيارته إلى روسيا “خُلقنا أحرار، وسنبقى أحرار في مواقفنا ولا أحد يملي علينا قراراتنا التي نتخذها بكل حرية وسيادة” و”يحيا الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني”، “نحن لا نعتدي على أحد، ولكن من يبحث عنا يجدنا”، و “لحمنا مر لا يؤكل ببساطة”، و “من له ثمن قهوة عندنا يتفضل يشربها”.. وغيرها من التعاليق التي تعبر عن أنفة الجزائري، وعن صلابة معدنه وقوة شخصيته القائمة على ثبات المواقف مهما ضربت رياح التغيير والتحولات الجذرية.
وتُسجل الصفحة الرسمية الموثقة لوزارة الدفاع الوطني التي تديرها مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي، حضورا لافتا على مختلف منصات السوشيل ميديا، حيث تستقطب ملايين المشاهدات بفضل المواد النوعية المنشورة من صور، وبيانات رسمية، وفيديوهات، وغيرها من المواد التي وضعت حدا للأخبار المغلوطة وواجهت الحرب السيبرانية التي تهاجم الجزائر ومؤسسة الجيش على نحو خاص، بسبب الاستماتة السياسية والدبلوماسية في إبداء الموقف الوطني الثابت حيال قضايا الساعة في العالم.