العمود

السحب… بالتقسيط !!

ضربة بالفاس

لم تعد كلمة “التقسيط” جديدة على الشارع الجزائري، ولم تظل مرتبطة بالسيارات والمنازل  والأجهزة الكهرومنزلية والأفرشة ومختلف التجهيزات، خاصة ذات الحجم الكبير والسعر الثقيل، فقد مثلت إحدى الأساليب والتقنيات التي تساهم في تقديم العون للمواطن البسيط صاحب الدخل المتواضع وتسهل عليه عملية اقتناء مختلف تلك اللوازم والتجهيزات، ومع مرور الوقت صارت عادة تعود عليها الكثيرون من أجل تبسيط عملية اقتناء المزيد من الاحتياجات الكمالية منها والضرورية بصورة سلسة لا يشعر فيها “المغبون” بثقل المبلغ الذي يتم دفعه دفعة واحدة، كما أنها تمنحه فرصة تلبية رغبات الأسرة عبر مراحل دون الإضرار بالراتب والتأثير على عدد الوجبات وحجم السعرات.

ومع تواصل أزمة السيولة اليوم بحلول عهد الجزائر الجديدة والتغييرات المجيدة، تحولت هذه التقنية من ايجابية إلى سلبية بعد أن تم تطليقها عبر مراكز البريد لتتحول “الخلصة” إلى “سحب بالتقسيط” المريح غير المربح… الخانق لصاحب الراتب العالق عبر هذه المراكز والذي ظل يترقب أجره منذ شهر، وبعد تأخر وحسابات وفواتير عالقة سيضطر بفضل تلك التقنية لسحب رصيده بالتقسيط الذي تقره جمهورية بريد الجزائر، ما وضعه تحت رحمة الازدحام والتزاحم والوقوف في طوابير طويلة عريضة على أبواب مكاتب البريد في عهد الكورونا وفي عز أزمة فرضها حضرة “الكوفيد”.

فالكل شاهد على القضية التي صارت أكثر من إشكال أثر سلبا على الوضعية الاجتماعية للمواطنين، الذين يتلقون رواتبهم عن طرق “الحساب البريدي”، والذين كانوا في بداية الجائحة موضع حسد وغيرة الذين يتلقون أجورهم “كاش”، لتنقلب الموازين وتتغير الظروف، فيصبح صاحب الراتب الثابت “الخدام عند الدولة” الأكثر تضررا من الأزمة بسبب السيولة المفقودة منذ أشهر طويلة عسيرة، وهو الأمر الذي صعب عليه عملية تسديد الفواتير ودفع مستحقات كل كبير وصغير والعيش بصورة عادية كان يراها في السابق مضنية، فحرمانه من “مصروفته” قد قتله نفسيا وعذبه على نار هادئة بعد أن صار تخوفه على ذاك الراتب أكثر من خوفه من الكوفيد وربما هذا هو المقصود من مثل هذه الأزمات التي يرجح أنها مفتعلة.

نوارة بوبير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.