أكد المشاركون في الندوة العلمية حول الديانة الإبراهيمية والمنظمة من طرف مركز الشهاب للبحوث والدراسات بسطيف، أن “الديانة الإبراهيمية” باتت تشكل مصدر خطر على عقيدة المسلمين، وهذا في ظل النوايا المفضوحة من طرف الكيان الصهيوني في دعم هذه الديانة الجديدة ونشرها في البلدان العربية، كما أكد المشاركون على ضرورة الحذر من تفشي هذه “البدعة” خاصة في ظل الميزانية الضخمة التي تم رصدها من أجل الترويج لهذه الديانة عبر الوسائط المختلفة.
وتدعو الديانة الإبراهيمية إلى صهر الأديان السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية) في دين جديد واحد، حيث قامت دولة الإمارات بفتح “بيت الإبراهيمي” خلال الأسابيع الفارطة، وهذا وسط رفض واسع من طرف العديد من الدعاة والأئمة في البلدان الإسلامية، بالنظر لخطورة هذا الدين على المعتقدات والثوابت الإسلامية، فضلا عن التداعيات الخطيرة لهذا الدين على القضية الفلسطينية.
وعرفت الندوة العلمية، مشاركة عدد من الدكاترة والمختصين من داخل الوطن وخارجه، حيث قدمت الدكتورة هبة جمال الدين العزب من جمهورية مصرمحاضرة عن بعد، أكدت في تدخلها أن “فكرة توحيد الأديان ليست جديدة، ربما ترجع إلى الأربعينات من القرن الماضي، ولكن الجديد هو في الأدوات واستخدام اسم سيدنا إبراهيم عليه السلام..والسعي لنزع القدسية عن الأماكن المقدسة وخلق أماكن مقدسة جديدة..هناك مجموعة من الجمعيات الخيرية تم اختيارها بعناية، من أجل مسح المناطق العربية ومعرفة النزاعات الحاصلة هناك لإثارتها، وهناك دعوة للمواطن العالمي بغض النظر عن ديانته”.
كما قدم البروفيسور عيد الحكيم فرحات من جامعة باتنة، والمختص في مقارنة الأديان، مداخلة حاول من خلالها التعريف بمشروع الديانة الإبراهيمية، والآليات التي يتم توظيفها من أجل الترويج لهذه الديانة، وخلاصة الدعوة الإبراهيمية حسب البروفيسور فرحات هي “محاولة تقريب بين الأديان لتتماهى فيما بينها، فيصير المسلم كاليهودي أو المسيحي، ولذلك يتوقف عن الدعوة والتبشير، وإزاحة كل هذه الأفكار من ذهنه، وهذا ما يجعل الوطن أو البلد يخلو أمام من يريد ترويج هذه الفكرة، فالدعوة الإبراهيمية تحاول أن تقول لا داعي للتشبث والتمسك بالدين، حتى يستتب الأمر للحركة الصهيونية لنشر هذا المشروع، والقضاء على محاولة استعادة القدس الشريف”.
كما قدم الدكتور علي حليتيم مداخلة عن “تمظهرات الديانة الإبراهيمية في العالم الإسلامي وفي الجزائر خاصة”، وقال رئيس مركز الشهاب للبحوث والدراسات، الدكتور علي حليتيم:”أقمنا هذه الندوة لأن ما قامت به إحدى الدول الخليجية بإقامة البيت الإبراهيمي، أثار ضجة في العالم الإسلامي، أردنا أن ندرس هذا الموضوع من كل جوانبه، تفكيكا ومساءلةمن الجوانب السياسية، ومن الناحية العقائدية والفكرية، خلصنا إلى بعض النتائج والتوصيات، تم إثراء الندوة بنقاش مثير، وربما سيتبع بنقاشات وتوصيات ستنشر لاحقا”.
عبد الهادي. ب