
توهج الحضور الجزائري وسط كبار العالم بمناسبة انعقاد قمة الـ 20 بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا أول أمس أين دعمت الجزائر نظرتها ومقارباتها حيال أمهات القضايا الدولية والإقليمية، وفتحت النقاش بصوت واضح حول “الحق” الإفريقي في الساحة الدولية، معززة في كل ذلك مسار علاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في التطلع إلى آفاق المستقبل.
عبد الرحمان شايبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ازدحمت أجندة وزير الخارجية والجالية الوطنية في المهجر والشؤون الإفريقية السيد أحمد عطاف بلقاءات ثنائية على أعلى مستوى جمعته بنظرائه من كبار العالم على هامش انعقاد قمة الـ 20 بجوهانسبورع في جنوب إفريقيا، وحضرتها الجزائر بدعوة من البلد المضيف بحثا عن إرساء الثقل القاري في القمة، وضمان حضور صوت إفريقيا على موائد الكبار في العالم.
بداية اللقاءات كانت إفريقية خالصة جمعت الجزائر بالبلد المضيف جنوب إفريقيا تناولت بشكل عام علاقات البلدين على ضوء مخرجات القمة 38 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي انعقدت بحر الأسبوع الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وانتهت إلى قرارات “تاريخية” وغير مسبوقة على مسيرة الاتحاد القاري.
وتعدت مباحثات الجزائر ـ بريتوريا لتتناول إقحام القارة السمراء داخل اجتماع كبار العالم، أو ما يعرف بقمة “جي20” والعمل سويا على وضع القارة ضمن قاطرة الاقتصاديات الكبرى في العالم، بدلا من وضع العربة الأخيرة الذي كانت عليه في السابق.
واستندت الجزائر وجنوب إفريقيا التي تجمعهما علاقات دبلوماسية قوية عبر تاريخ النضال القاري في دفاعهما عن حقوق القارة إلى متغيرات الواقع الجاري وخروج اقتصاديات بلدان إفريقية من مصف النامية إلى الناشئة ما يمنح الاقتصاد العالمي ككل متنفسا جديدا يبعد شبح الاصطدام بالركود العالمي وتقود الجزائر وجنوب إفريقيا على صعيد التجارة الدولية “أسهما” رابحة يكشفها مناخ الاستثمار والفرص المتاحة داخل القارة التي بدا العالم كله يلتفت إلى شراكات واستثمارات ضخمة داخل إفريقيا بخلاف ما كان سائدا في السابق حيث ظلت إفريقيا لا تزيد عن حقل تجارب أو فرص استنزاف لمقدراتها الطبيعية دون أن تستفيد شيئا من “الكعكة”.
وتعدت اجتماعات الجزائر لتشمل وفد اليابان وكوريا الجنوبية حول تعزيز الشراكات الاقتصادية وتفعيل المزيد من المبادلات التجارية في ظل نجاحاتها الباهرة بين طوكيو ـ الجزائر ـ سيول. قبل أن تتوسع المباحثات لاحقا في جلسة عمل جمعت الصين والجزائر ووصفت بالمثمرة جدا وهذا بالنظر إلى مجمل التقاطعات التي تتقاسمها العاصمة الجزائر وبكين في أكثر من ملف سياسي واقتصادي وتجاري يعتمد على واقع الشراكة الذي تحتل فيه الجزائر الرقم الأول قاريا من حيث حجم الاستثمارات الصينية في إفريقيا ومع شمال إفريقيا تحديدا.
ولم تُستثنى علاقات الجزائر مع الشريك الإستراتيجي الآخر روسيا حيث عكس لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره أحمد عطاف مستوى الجودة الذي يطبع العلاقات الثنائية بين البلدين قبل أن تتكلل جلية عمل ثنائية بين وفدي البلدين بمخرجات وتوصيات لافتة في مسار العمل المشترك بين البلدين الصديقين الذين تجمعها اتفاقية تعاون إستراتيجي تعززت أكثر بمناسبة زيارة الرئيس تبون إلى روسيا في ظرف استثنائي جدا.
وتمدد نشاط الدبلوماسية الجزائرية ليشهد على لقاءات هامة أخرى جمعت السيد عطاف بنظرائه في النرويج والهند والبرازيل وغيرها من الأسماء الثقيلة سياسيا واقتصاديا لتعطي فكرة عن مشروع الجزائر القادم اقتصاديا والذي يستهدف ريادة القارة والانضمام إلى نادي الدول الناشئة في أفق 2030.
وتملك الجزائر أوراق اقتصادية رابحة سيما في مجال الطاقة والطاقات المتجددة حيث تعتزم المضي قدما في رفع سقف الاستثمارات ذات الصلة والتحول إلى قطب طاقوي عالمي على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية ما يدفع بأسهم الحضور القاري عاليا في مناقشات المستقبل وصياغة أبرز عناوينه.