
أتم حفظ كتاب الله ومعجزة خاتم الأنبياء والمرسلين في سن مبكرة، حين كشف عن قدرة كبيرة في الحفظ والإستظهار لا لشيء فقط ليختم كلام الله المنزل على نبيه الكريم، في الوقت الذي تنبأ له الأساتذة والمشايخ بأنه سيكون في المستقبل القريب “حاملا لكتاب الله”، فالحافظ للقرٱن الكريم “أشرف سنوسي” البالغ من العمر 18 سنة إبن حي بارك أفوراج العريق بولاية باتنة، يعتبر بمثابة الجوهرة النادرة لأن قدرته في الحفظ مكنته من أن يتم “الأسمان الأولان” مبكرا وجعلت منه تلميذا متفوقا في الدراسة.
فطوال مشوراه الدراسي، كان يتحصل على معدلات أقل مايقال عنها أنها ممتازة فهو من التلاميذ المعول عليهم النجاح في شهادة البكالوريا المقبل من خلال إجتيازها شهر جوان القادم من السنة الجارية، تخصص شبعة تقني رياضي بثانوية صلاح الدين الأيوبي بتفوق وبمعدل قد لا يقل عن 18.
وأكد الحافظ لكتاب الله “أشرف سنوسي” من خلال حديث له مع يومية “الأوراس نيوز”؛ أن والديه لهما الفضل ليختم كلام الله، فمنذ نعومة أظافره حرصا على أن يحافظ ويستظهر عليهما بشكل شبه يومي، لذا فوالديه كانا المساهمان في أن يصل إلى ماهو عليه الٱن، كما أنه كان يحرص على الذهاب كل ما سمحت له الفرصة لحلقات تحفيظ القرآن في مسجد “عثمان بن عفان” بحي “باركافوراج” وجمعية “العلماء المسلمين” لكنه لم يكن ملتزما بذلك، واستمر على ذلك حتى أتم حفظ 30 حزبا كاملا عند بلوغه 13 سنة، مشيرا إلى أنه لاحظ غفلته عن المراجعة ما أدى لنسيان ماحفظ من قبل، ليتوقف مباشرة عن مواصلة الحفظ ويعيد المراجعة من البداية ثم توقف عن المراجعة كذلك بعد أن إكتشف بأنه قد نسي كل ماحفظه، وذلك في السنة 4 متوسط، وبالرغم من كل ما واجهه من صعوبات في الحفظ والمراحعة والتوفيق بينهما إلا أنه لم ييأس ليلتحق بعد مرور سنة كاملة بفوج الأستاذة “ليلى مشومة” بالمدرسة القرأنية بـ”مسجد الأنوار” بنفس الحي الذي يقطنه، حيث كان الفوج يضم مجموعة متميزة ممن هم الٱن من حفظة كتاب الله خاصة من هم الأصغر عمرا، ولعل مازاده عزما وحماسا حرص الأستاذة على التوفيق بين الحفظ الجيد والمراجعة الممتازة لورد من القرآن، لايقل عن 5 أحزاب وهي الطريقة التي ساعدته على تثبيت ما حفظه في فترة قصيرة بل في غضون عام ونصف لا أكثر استطاع بتوفيق من الله عز وجل أن يحفظ كتابه كاملا في سن الـ17 عاما.
وأضاف الحامل لكتاب الله أنه يستمع للكثير من المشايخ والقراء ولكنه كان يفضل الإستمتاع بقراءة القرآن وهو يتلى بصوت الشيخ “ياسين الجزائري” إلى جانب جمال صوته فهو يستعين به لتصحيح اخطائه ولتحسين قراءته، وفي الشأن ذاته أكد المتحدث أن حفظه للقرٱن غير نظرته للحياة من خلال العمل به، أما عماقدمه القرٱن له فقد أشار المتحدث ذاته أن حفظه لكتاب الله كان سببا في أن تتضح الغاية من وجوده وأصبحت حياته أكثر تنظيما وهدوءا، كما علمه القرآن ضبط النفس وصغرت أشياء كانت قيمتها في السابق كبيرة وتأخذ من وقته وجهده الكثير.
وفي حديثه عن مشاريعه المستقبلية، فقد أكد “أشرف السنوسي” أن هدفه الأكبر هو تحفيظ القرآن آخذا بقوله صلى الله عليه وسلم “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، لأن القرٱن هو المربي للأجيال وأساس دنياهم وٱخرتهم فمن أراد صلاح ذريته فليسارع بهم الى حلقات الحفظ وإلى مجالس الذكر.
سميحة. ع