
سجلت الجزائر عودتها الرسمية إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد غياب دام 8 سنوات كاملة، وذلك بعد تزكية وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم كمرشح وحيد لمنطقة اتحاد شمال إفريقيا، خلال الجمعية الاستثنائية الرابعة عشر لـ”الكاف” في العاصمة المصرية القاهرة، ووسط صراعات كبيرة جدا وسخونة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة ميزت انتخابات “كاف”، عادت الجزائر لتكون طرفا فاعلا في الاتحاد الذي طالما شهد فسادا منقطع النظير وبطريقة أثرت على الجزائر كرويا في العديد من المناسبات، وخاصة في كأس الأمم الفرإفريقية الأخيرة ناهيك عن اللقاء الفاصل المؤهل لكأس العالم 2022، حيث كان التحكيم منحازا ضد الجزائر بشكل مفضوح، وذلك باستغلال غياب أي تمثيل في “الكاف”، ناهيك عن إقحام أطراف أخرى لسلطتها من أجل التأثير على “الخضر” لأغراض سياسية بحتة، الأمر الذي يُنتظر أن يتفاداه المنتخب الوطني مستقبلا بعد العودة إلى المكتب التنفيذي.
موتسيبي رئيسا لـ”الكاف” لدورة ثانية على التوالي
وانطلقت فعاليات الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كونغرس الكاف”، يوم أمس الأربعاء، بمشاركة رئيس الاتحاد الدولي للعبة جياني إنفانتينو ورئيس الكاف باتريس موتسيبي في أحد فنادق القاهرة الكبرى، حيث بدأت بكلمة ترحيبية ألقاها وزير الرياضة المصري أشرف صبحي، قبل أن يتحدث إنفانتينو، الذي أعرب عن امتنانه لحضور “كونغرس الكاف” على أرض مصر، وتحدث إنفانتينو حول تطور الكرة الإفريقية وتنظيم بطولات عالمية في المستقبل القريب بقارة أفريقيا، فيما تناول موتسيبي التطورات الرئيسية والخطط المستقبلية لكرة القدم الإفريقية، واستعرض الأمين العام للكاف، الكونغولي فيرون أومبا، أسماء الدول المشاركة في أعمال الجمعية العمومية، وتم اعتماد الاتحادات المشاركة وبدء أعمال الاجتماع، بعد الوصول للنصاب القانوني لصحة اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، وشهد “كونغرس الكاف” إعادة انتخاب موتسيبي رئيسا للاتحاد الأفريقي بالتزكية لدورة ثانية على التوالي، وهو الأمر الذي كان محسوما بالفعل منذ أشهر طويلة مضت.
“صراع كواليس” لأسابيع والقوي يأكل الضعيف في إفريقيا
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، عرفت أروقة الـ”كاف”، “صراع كواليس” قوي جدا يهدف إلى التموقع في خريطة الكرة الأفريقية الجديدة، وذلك من طرف قطاع كبير من رؤساء الاتحادات الكروية الوطنية، خاصة أن الأمر بات يتعلق أساسا بتجديد المكتب التنفيذي للاتحاد القاري، وكذلك عضوية ممثلي الهيئة الكروية الأفريقية على مستوى اتحاد الكرة الدولي “فيفا”، وذلك بعد حسم أمر الرئاسة، بضمان الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي ولاية ثانية على أعلى هرم أهم مؤسسة كروية أفريقية بالتزكية، فقبل أيام قليلة فقط جرت مشاورات في نواكشوط خلال افتتاح أكاديمية الفيفا، وذلك باجتماع ممثلي عدة اتحادات لمناقشة التحالفات والتوازنات، لينتهي بقرار يقضي بانسحاب بعض المرشحين لأجل عضوية ممثلي المكتب التنفيذي لـ”الفيفا” لصالح الثلاثي فوزي لقجع من المغرب وهاني أبو ريدة من مصر وأحمد ولد يحيى من موريتانيا، وهو الثلاثي الذي حصل فعلا على العضوية الإفريقية على مستوى الاتحاد الدولي للعبة، ووسط كل هذا تتأكد أهمية عودة الجزائر إلى المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، وهو ما سيكون خطوة أولى قبل المضي قدما للفوز بتحالفات أخرى ولم لا، الحصول على عضوية المكتب التنفيذي لـ”الفيفا” مستقبلا.
سقوط السنغالي سنغور في انتخابات المكتب التنفيذي لـ”الفيفا”
وعرفت الجمعية العامة الاستثنائية لـ”الكاف” فوز كل من المصري هاني أبو ريدة والمغربي فوزي لقجع والموريتاني أحمد ولد يحي والجيبتوتي سيلمان وابيري والنيجيري جبريلا هيما حميدو وكنيزات ابراهيم من جزر القمر بالمقاعد الستة الخاصة بقارة افريقيا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم للسنوات الأربع المقبلة، وتنافس 13 مرشحا على عضوية المكتب التنفيذي لـ “الفيفا” في أول انتخابات بعد إلغاء نظام التوزيع الجغرافي واللغوي، وتصدر المغربي فوزي لقجع التصويت بحصوله على 49 صوتا متقدما المصري أبور ريدة والقمري كنيزات إبراهيم اللذان حصلا على 30 صوتا لكل واحد، وكان العنوان الأبرز في هذه الانتخابات هو خسارة الرجل القوي في “الكاف”، رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، أوغستن سنغور الذي حصل على 13 صوتا (المركز العاشر) وفشله بالتالي في الاحتفاظ بمقعده في “الفيفا” ليكون أول رد فعل بحسب ما اشارت مصادر إعلامية هو الاستقالة من منصبه كنائب أول للرئيس باتريس موتسيبي.
صادي: “يجب أن تعود الجزائر إلى مكانتها المستحقة”
ونشرت صفحة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، تصريحات لرئيسها وليد صادي بعد فوزه بعضوية المكتب التنفيذي للكاف بالتزكية، حيث قال: “نهنئ الجزائر أولا ثم العائلة الرياضية بعودة بلادنا إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذلك بعد غياب طويل”، وأضاف: “أشكر كل من ساندني خاصة السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكل السلطات العليا للبلاد وكل العائلة الكروية”، وشدد صادي على أن تحقيق هذا الإنجاز هو ثمرة تعاون كبير بين كل الأطراف الفاعلة في كرة القدم بالجزائر وقال: “في الحقيقة، هذا الإنجاز هو ثمرة تظافر جهود جماعية، ويعكس التزامنا بمواكبة كل المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات العليا في الجزائر لتطوير الرياضة وتشييد المنشآت والهياكل الرياضية”، وأتبع: “مثلما صرحت سابقا، كان لزاما علينا أن نواكب هذه الديناميكية بما يساهم في عودة بلادنا إلى موقعها الطبيعي ومكانتها المستحقة”.
“ما تحقق مكسب لبلادنا وليس مكسبا شخصيا”
وأكمل صادي كلامه مؤكدا أن ما تحقق في انتخابات الجمعية الاستثنائية الرابعة عشر هو مكسب لكل الجزائر، وقال: “ما تحقق اليوم هو مكسب لكل الجزائر وليس مكسبا شخصيا، ويُؤكد أن الجزائر في الطريق الصحيح لترسيخ مكانتها وحضورها الفعال على الساحة الدولية”، وأضاف: “كما أؤكد التزامي للعمل بكل عزم ومسؤولية على تسخير كل قدراتنا لأجل خدمة كرة القدم الجزائرية والإفريقية، تحيا الجزائر، عاشت الجزائر دائما حرة وقوية ومنتصرة”، وبالإضافة إلى وليد صادي، تمكن خمسة أعضاء آخرين من ضمان مقاعدهم في اللجنة التنفيذية للكاف، ويتعلق الأمر بالكاميروني صامويل إيتو عن منطقة الوسط، والتنزاني والاس جون كاريا عن منطقة الشرق والوسط، والليبيري مصطفى راجي عن منطقة الغرب “أ”، والغاني كيرت أوكوراكو عن منطقة الغرب “ب”، إضافة إلى الكونغولية بيستين كازادي التي فازت بمقعد المرأة.
م. بلقاسم