![](https://cdn.elauresnews.dz/wp-content/uploads/2024/12/المنتخب-1.png)
يبدو من المبكر جدا الحديث عن كأس أمام إفريقيا المرتقبة في المغرب بداية من ديسمبر لسنة 2025، إذ يفصلنا عام كامل عن الحدث، وقبل حلول الموعد سيكون المنتخب الوطني أمام العديد من التحديات وخاصة ضمان التأهل إلى الكأس العالم، حيث تفصلنا 6 جولات كاملة بداية من مارس القادم أمام بوتسوانا خارج الديار ثم الموزمبيق في الجزائر، على أن يكون شهر جوان موعدا لمباريات ودية قبل استئناف مباريات التصفيات في سبتمبر بمبارتي بوتسوانا في أرض الوطن وغينيا خارج الديار، وأخيرا مبارتي الصومال وأوغندا شهر أكتوبر، أي قبل حوالي شهرين من موعد “الكان” الذي سيكون مسبوقا بفترة التوقف الدولي لشهر نوفمبر، وهي الفترة التي يُفترض أن يكون المنتخب الوطني فيها مُجهزا بأفضل اللاعبين المُتاحين، حتى إن تعلق الأمر بأولئك الذين لم يلتحقوا بعد.
الجزائر، المغرب ومصر لإعادة اللقب إلى شمال القارة
ومن الواضح أن الصراع الأبرز سيكون بين منتخبات شمال القارة ونظيرتها من جنوب القارة أو غربها، حيث أن آخر بطولة نُظمت في شمال إفريقيا كانت سنة 2019 بمصر والتي توج بها المنتخب الوطني الجزائري على حساب نظيره السنغالي، قبل أن تعود منتخبات غرب إفريقيا للسيطرة على اللقب، حيث توجت السنغال في نسخة 2021 التي تم تنظيمها في الكاميرون على حساب مصر بركلات الترجيح، قبل أن تنجح كوت ديفوار في نيل لقب النسخة الأخيرة التي نظمتها على أرضها وبين جمهورها، حين تفوقت على نيجيريا في نهائي مثير انتهى بنتيجة 2-1، والآن بعدما عادت البطولة إلى شمال القارة، فإن الترشيحات تصب حتما في صالح المغرب كونه البلد المنظم والأفضل حاليا من ناحية التعداد، إلى جانب مصر وحتى الجزائر التي تعيش فترة انتقالية شبيهة جدا بالفترة التي سبقت كأس أمم إفريقيا 2019.
“كان 2025” قد يشهد أكبر صدام كروي بين الجارين
ستُجرى قرعة كأس الأمم الإفريقية يوم الـ 27 من شهر جانفي الداخل، حيث ستتعرف كل المنتخبات على منافسيها في دور المجموعات، وأيضا الإحتمالات الممكنة في بقية الأدوار، والأكيد أن المنتخب الجزائري يطمح دخول المنافسة بحظ أوفر من نسختي 2021 و2023، رغم أن أي منتخب يرغب في نيل اللقب أو على الأقل الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، يتوجب عليه الاستعداد لمنافسة أي منتخب مهما كان، وبعدما كان الكثير من المتتبعين ينتظرون في نسخة 2019 صداما جزائريا-مصريا في الدور نصف النهائي، وهو ما لم يحدث بما أن “الفراعنة” ودعوا المنافسة من ثمن النهائي على يد جنوب إفريقيا في مفاجأة كبيرة، سينتظر عشاق الكرة الإفريقية حتما صداما جزائريا-مغربيا في “كان 2025” وإن حدث فإنه سيكون أكبر صدام كروي في التاريخ بين المنتخبين الجارين، في ظل العديد من الأحداث التي تميز العلاقة بينهما في الوقت الراهن بخلفياتها السياسية وأيضا الندية الرياضية والجماهيرية، والأكيد أن لقاءً كهذا سيشد إليه أنظار العالم لو يحدث تماما مثلما عاش العالم على وقع اللقاء التاريخي الشهير بين الجزائر ومصر في أم درمان.
المغرب تملك دياز والجزائر تنتظر حسم ملف شرقي
يمتلك المنتخب الجزائري العديد من الأسماء اللامعة في سماء الكرة الإفريقية على غرار رياض محرز الذي يعيش آخر فتراته كنجم تاريخي للجزائر، وبما أننا في عهد جديد برزت فيه أسماء جديدة، فإن عشاق المنتخب الوطني يتوقعون دخول المنافسة الإفريقية القادمة بنجوم جدد وتشكيلة أكثر رغبة في تحقيق اللقب عكس التي أخفقت حتى في تجاوز الدور الأول في آخر نسختين، وإن كان المنتخب المغربي قد نجح في ضم براهيم دياز نجم نادي ريال مدريد الذي سجل 7 أهداف كاملة في 8 مباريات فقط مع “أسود الأطلس”، فإن “الخضر” ينتظرون حسم صفقة لاعب بنفس بروفايل دياز وبإمكانيات فنية أفضل حسب الكثير من المتتبعين، ويتعلق الأمر بريان شرقي نجم نادي ليون الذي حدد موقفه من البقاء مع ناديه من عدمه وأكد لمقربيه أنه سيرحل دون شك بحلول الميركاتو الصيفي وبعدها سيكون حاضرا مع المنتخب الجزائري (إن لم يُعلن عن رغبته قبل ذلك)، وبوجود دياز، محرز، حاج موسى، عوار، مازة، شياخة، عبدلي، بن ناصر، آيت نوري وحتى فايزر المنتظر في مارس المقبل، سيكون المنتخب الوطني دون شك واحدا من أكثر المنتخبات المرشحة للذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية، حتى وسط ظروف صعبة جدا من ناحية التحكيم بالدرجة الأولى وجماهيريا في الشق الثاني.
التأهل إلى المونديال أولا.. ثم رفع سقف المنافسة والطموح
وبما أننا على بعد سنة كاملة على الموعد الإفريقي، فإن الهدف الأبرز الآن سيكون التأهل إلى المونديال أولا لتفادي أي خيبة أمل تؤثر بشكل كبير جدا على وضع “الخضر” قبل حلول موعد كأس أمم إفريقيا، فكأس العالم التي ستلعب بـ 9 منتخبات إفريقية ونصف مقعد إضافي آخر قد يرفع عدد المنتخبات إلى 10، لا يُمكن للجزائر إلا أن تكون حاضرة فيه، وبعدها ضمان التأهل في سبتمبر المقبل على الأكثر مثلما يتمنى عشاق “الخضر”، سيرفع فلاديمير بيتكوفيتش سقف المنافسة إلى أقصى حد بين اللاعبين لأجل اختيار التشكيلة الأمثل لـ”الكان” والتي ستُشكل نواة منتخب المونديال سيما إن تألقت ونجحت في تقديم المستويات المطلوبة، وكان أمين شياخة المهاجم الجديد للمنتخب الجزائري قد أكد أول أمس في حوار له مع قناة “الفاف”، أن المدرب البوسني للجزائر قد أخبره بأن الاستدعاء مستقبلا لن يكون مضمونا 100% وأن الجميع عليهم التأكيد في نواديهم لأجل الفوز بمكانة مع “الخضر”، وهو الأمر الذي سيتجسد ويتأكد مع مرور المباريات ورفع نسق المنافسة مع قدوم وافدين جدد يُتوقع أن يقدموا بُعدا آخر للمنتخب، سيما ريان شرقي.
محمد بلقاسم