
أفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أن الجزائر قررت غلق مجالها الجوي في وجه الملاحة الجوية القادمة أو المتوجهة إلى دولة مالي في الجنوب.
وأوعز بيان وزارة الدفاع الوطني اتخاذ الخطوة إلى تكرار محاولات اختراق غير قانونية بدرت عن الطرف المالي، وهو ما سجلته بيانات موثقة لوحدات الجيش الشعبي الوطني، وتكررت أكثر من مرة واحدة في الآونة الأخيرة. مما استدعى غلق المجال الجوي ابتداء من تاريخ يوم أمس 07 أفريل 2025 تاريخ صدور بيان وزارة الدفاع.
ويأتي قرار الجزائر كذلك على خلفية تداعيات إسقاط طائرة بدون طيار مسلحة تابعة لدولة مالي من طراز “أكينجي” التي تصنّعها شركة “بيقدار” التركية كانت قد اخترقت المجال الجوي الجزائري نهاية شهر مارس المنقضي على نحو هجومي استدعى تعامل قوات الدفاع الجوي عن الإقليم معها كجسم عدائي، وتم إسقاطها بمجرد تجاوز مسافة 1600متر في منطقة تينزاوتين بولاية تمنراست.
وعدّد بيان توضيحي سابق محاولتين لاختراق المجال الجوي الجزائري من قبل سلطات مالي قبل حادثة إسقاط طائرة الدرون المسلحة.
وفي خطوة غير مسبوقة قامت سلطات كل من مالي وبوركينافاسو والنيجر باستدعاء سفرائها لدى الجزائر على خلفية الحادثة حيث أعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك أنّ ما يسمى “هيئة رؤساء تجمع دول الساحل” قررت استدعاء سفراء الدول الأعضاء، المعتمدين في الجزائر، لـ “التشاور”.
وهو ما ردت عليه الجزائر متأسفة بالمثل مع تأجيل تولي سفيرها الجديد في بوركينافاسو لمهامه.
وتأتي “تصرفات” السلطات المؤقتة في مالي باتهام الجزائر في إطار مناورات مفضوحة لصرف النظر عن فشل حكومة “الانقلابيين” وإخفاقاتها في هذا البلد الذي يمزقه الفراغ المؤسساتي وغياب الشرعية، في حين تستأثر فيه طغمة أقلية بالحكم على حساب الشعب المالي الشقيق الذي يبقى الوحيد من يدفع ثمن أهواء الانقلابيين على كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية.
وأعربت الحكومة الجزائرية عن أسفها الشديد لانحياز كل من النيجر وبوركينافاسو غير المدروس إلى الحجج التي ساقتها مالي، معربة عن أسفها أيضا لما وصفته “اللغة المشينة وغير المبررة” التي حملها بيان “الثلاثي”، والتي تدينها الجزائر وترفضها بأشد العبارات.
وتعرف العلاقات الجزائرية المالية توترا ملحوظا منذ إنهاء السلطات العسكرية في مالي العمل بـ “بيان الجزائر” للسلام الموقع سنة 2015 بسبب خيارات القيادة العسكرية في باماكو عقب الانقلاب في اعتماد الحل العسكري في حل معضلة الأزواد، وهو إقليم مكون من عرب وطوراق شمال مالي يطالب بتكريس خصوصياته الثقافية والعرقية منذ عدة عقود.
كما شهدت العلاقات مع النيجر بعض التوتر في أعقاب الانقلاب على الرئيس محمد بازوم العام الماضي، ورغم ذلك ما انفكت الجزائر على دفع القيادة الجديدة نحو مصالحة وطنية تجنبها ويلات التدخل العسكري الأجنبي. كما عرفت العلاقات مؤخرا فقط تحسنا كبيرا، تكلل بزيارات رسمية من أعلى مستوى بالإضافة إلى اعتماد الجزائر عدة مشاريع إستراتيجية في قطاع الطاقة لصالح نيامي.
عبد الرحمان. ش