
يتعرف المنتخب الوطني الجزائري اليوم على منافسيه في كأس أمم إفريقيا المُزمع إجراؤها بداية من 21 ديسمبر المقبل في المغرب، إذ ستُجرى مساء اليوم في حدود الساعة السابعة بتوقيت الجزائر قرعة “الكان” على المسرح الوطني “محمد الخامس” بالرباط، ليبدأ بعدها التحضير الجدي للطاقم الفني لكُل المنتخبات وعلى رأسها طاقم فلاديمير بيتكوفيتش، وذلك بمتابعة مستوى وتطور كل المنافسين من مختلف المستويات، وتتواجد الجزائري في المستوى الأول رفقة كل من مصر، كوت ديفوار، المغرب، السنغال ونيجيريا، فيما تتواجد في المستوى الثاني منتخبات تونس، الكاميرون، مالي، الكونغو الديمقراطية، جنوب إفريقيا وبوركينافاسو، أما المستوى الثالث فيشهد تواجد كل من أنغولا، الغابون، أوغندا، غينيا الاستوائية، زامبيا وبنين، في حين تم تصنيف منتخبات موزمبيق، جزر القمر، السودان، تنزانيا، زيمبابوي وبوتسوانا ضمن المستوى الرابع، والأكيد أنه لا يُمكن لفريقين من نفس المستوى أن يلتقيا في دور المجموعات، وهو ما يمنع صدام منتخبات قوية ببعضها البعض.
القرعة بحضور أساطير إفريقية وغياب تمثيل جزائري
وستشهد القرعة حضور العديد من الأساطير الكروية الإفريقية على غرار المصري عصام الحضري، الكاميرون باتريك مبوبا، التونسي أيمن المثلوثي، المالي مومو سيسوكو والإيفواري جيرفينيو، ناهيك عن أسماء كروية مغربية وغياب أي اسم كروي جزائري في صورة رابح ماجر على سبيل المثال لا الحصر، وبذلك فإن الجزائر ستكون مُمثلة في هذه القرعة بمُدربها البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، ما قد يكون إيجابيا للغاية كونه سيسمح للمُدرب بالوقوف عن قرب على أجواء “الكان” للدخول رسميا في صراع البطولة التي ستكون تحديا خاصا بالنسبة إليه، ذلك أن “الخضر” فشلوا في تجاوز الدور الأول خلال آخر نسختين بالكاميرون وكوت ديفوار، ولذلك فإن تجاوز هذا الدور، بل الوصول إلى نصف النهائي سيكون هدفا مُسطرا لهذا المُدرب، خاصة إن نجح في ضمان التأهل إلى كأس العالم قبل ذلك، ما سيجعله ولاعبوه في حالة نفسية أفضل بكثير قبل خوض غمار هذه المنافسة والعمل على تكرار ما تم تحقيقه في مصر سنة 2019 بقيادة المُدرب جمال بلماضي.
نتائج إيجابية للجزائر في البطولات التي يحتضنها شمال القارة
تعود آخر نسخة احتضنها المغرب في كأس أمم إفريقيا إلى سنة 1988، وهي الفترة التي كان المنتخب الجزائري فيها قويا جدا، ما جعله يصل إلى نصف النهائي بعد حلوله ثانيا في مجموعته، ليلعب مع نيجيريا أول المجموعة الأخرى ويُقصى بركلات ترجيح ماراطونية، إذ سجلت نيجيريا 9 ركلات ترجيح فيما ضيع الأسطورة لخضر بلومي ركلته الأخيرة (بعدما سجل الركلة الأولى)، وفي مباراة تحديد المركز الثالث تمكن “الخضر” من الفوز بركلات الترجيح أيضا على مستضيف الدورة المنتخب المغربي، قبل أن تتوج الجزائر بأول لقب في تاريخها بعدها بسنتين، وبشكل عام فإن نتائج الجزائر في كأس أمم إفريقيا التي تقام في شمال القارة تكون إيجابية، حيث وصلت إلى نصف النهائي في دورة 1984 بليبيا، ونصف النهائي (مركز ثالث) في دورة 1988 بالمغرب، كما توجت بدورة 1990 في الجزائر وعادت بعد سنوات الضياع لتصل إلى ربع النهائي في دورة تونس 2004 رغم أن أشبال سعدان كانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى نصف النهائي، وعكس دورة مصر سنة 1986، تمكن “الخضر” من التتويج بلقب دورة 2019 في بلاد الفراعنة وبمسيرة كبيرة جدا تم فيها إزاحة أقوى منتخبات القارة، فهل سينجح بيتكوفيتش في تحقيق نتائج كبيرة في دورة المغرب القادمة رغم كل الضغوط المتوقعة؟.
م. بلقاسم