العمود

الجزائرية وما أدراك؟!

بعيون امرأة

هناك مغالطات يتم الترويج لها من خلال الكثير من الفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي بطرح مقارنات غير منصفة بين المرأة الجزائرية والعربية والمرأة الغربية التي يتم تصويرها على أنها مثالية إلى أبعد الحدود وأنها تعرف كيف تتعامل مع أسرتها وزوجها وأبنائها وأناقتها ومظهرها وكيف تعتني بمنزلها، بينما المرأة العربية تفتقر إلى كل هذه الميزات زيادة عن البشاعة الطاغية على غالبية النساء..

وهذه الفيديوهات التي تطرح مثل هذه التهكمات بأسلوب فكاهي يجذب فئة معينة من الرجال ليساندوا هذه الرؤية القاصرة لأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وكل أنثى جزائرية من حولهم بأسلوب فيه تحقير وتهميش وسموم من الأفكار التي يدسها صانعوا هذه المحتويات الفارغة والتي تلقى دعما مطلقا بالمتابعة والإعجاب والمشاركات والمساهمة في النشر وكل هذا لإفراغ شحنات من الأحكام العرفية بحق الجزائريات اللائي لا يمكن أن نقول الحرائر بإطلاق لأن في ذلك ابتعاد عن الموضوعية التي نحن بصدد الدفاع عنها حيث أن التطرف لأي جهة أو فكرة عادة ما يكون مثقلا بالعيوب والأخطاء وهو ما عليه حال المروجين لما يمكن تسميته بالمحتوى المنحط لكونه يستهدف المرأة بصفتها أما وزوجة وتشويهها بأساليب وكلمات وأوصاف فيها ظلم بحقهن خاصة إذا قورنّ بالغربيات..

وعقدة المرأة الغربية لم يعد يعاني منها الرجال فقط وإنما انتقلت العدوى للنساء بالانتقاص من أنفسهن ومن دورهن وأساليب التربية مع إظهار مشاعر الانبهار من كل سلوك أو عمل أو حتى من ممتلكات الغربية وحالة “التفوق” التي تعيشها بامتيازها وضعف المرأة الشرقية أو الجزائرية..

وهذه المشاعر التي قد تبدو عند البعض أنها تمر مرور الكرام إلا أنها في حقيقة الأمر تنال من المرأة الجزائرية ومن ثقتها بنفسها ومن أسلوبها في تربية أبنائها وتعاملاتها الزوجية والأسرية والمجتمعية، وهذا ما بتنا نصادفه في مظهر الأبناء وسلوكياتهم وطعامهم وأخلاقهم على سبيل التقليد والانصهار في شخصية الأم الغربية والزوجة وغيرها لإرضاء تلك الرؤى القاصرة ولاعتقادها أن ذاك الرضا لم يأت من فراغ لهذا وجب ملء الفراغ بما يضمن صورة طبق الأصل للنموذج المرضي عنه..

والجزائرية الشريفة ليست بحاجة إلى من ينحرف بها نحو مهاوي المرأة الغربية إذ هي تعتز بأصالتها وأصولها وجذورها وامتداداتها وحاضرها وتعرف كيف تقود نفسها وأسرتها إلى البر الآمن من تأثيرات ذوي الأمراض المزمنة من كل ما هو غربي والمصابين بداء النقص هذا الأخير الذي يُفقدهم احترام الذات والنظرة السليمة لكل ما هو جميل في الجزائرية وما أدراك.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.