
الثلوج تحـاصر العشـرات من العـائلات بجبـال وطرقـات الأوراس
بالرغم من التحذيرات المتواصلة لمصـالح الحـماية المدنيـة
عاشت العشرات من العائلات والزوار، حالة من الهلع والخوف في أعالي جبال الأوراس نهاية الاسبوع، بعدما علقوا في المرتفعات والطرقات وحاصرتهم الثلوج بسبب تساقطها الكثيف، حيث كانت مصالح الحماية المدنية والارصاد الجوية قد حذرت من حالة الطرقات والطقس خلال الفترة المسائية من يوم الجمعة.
وشهدت مرتفعات الاوراس وجبالها، تساقط كميات هائلة من الثلوج خلال الأيام الماضية، حيث تزينت الطبيعة بحلة بيضاء استهوت عشاقها للمغامرة وصعود الجبال وتسلق المرتفعات للاستمتاع بهذا البياض، وسط صعوبة المسالك وقساوة البرد الذي وصل لـ7 درجات تحت الصفر، غير أن ذلك لم يمنع المئات من المواطنين من المغامرة والتنقل لجبال كوندورسي، ماركوندة، أم الرخا بمروانة، وكذا تازولت وجبال شيليا وغيرها من المناطق التي شهدت تساقط الثلوج بكميات معتبرة.
ووسط هذا التوافد الملحوظ الذي شهدته جبال الاوراس، اختار العديد منهم المغامرة بأرواحهم بمركبات غير صالحة لمثل هذه الطرقات الجليدية وهو ما خلق صعوبة كبيرة في حركة المرور وساهم في تعطيل العشرات من المركبات الأخرى عن المرور، خاصة بعدما عادت الثلوج للتساقط مرة اخرى وسط استهتار العديد من الزوار عن العودة في الأوقات المناسبة، بسبب انشغالهم بالتقاط الصور والفيديوهات وكذا اللعب بالثلوج، وهو ما اعتبره الكثيرون بالمخاطرة الحقيقية خاصة أن الأجواء كانت أكثر صعوبة مع انخفاض درجات الحرارة، وتعالي نداءات النجدة بعدما علقت العشرات من المركبات في المرتفعات ووجدت صعوبة كبيرة في التحرك بسبب الجليد وتراكم الثلوج.
هذا وقد سارع العديد من الشباب من مناطق عديدة عبر ولايات باتنة وخنشلة وكذا سطيف، ليلة الجمعة إلى السبت، للجبال والمرتفعات لنجدة العالقين فيها، حيث تنقل أبناء بلديات اشمول واينوغيسن وكذا بوحمامة لجبال شيليا وطرقاتها لفك حصار الثلوج عن العائلات والاسر والزوار المتواجدين بها، إلى جانب تنقل أبناء مروانة وكوندورسي للجبال المحاذية التي شهدت كميات كبيرة جدا من الثلوج التي غطت كل شيء تقريبا، وذلك بعدما وردتهم نداءات للنجدة من طرف بعض الزوار الذين يجهلون تضاريس هذه الجبال،حيث تمكنوا من إجلاءهم لساعات متأخرة من الليل، فيما بذلت مصالح الحماية المدنية مجهودات جبارة لإنقاذ العالقين في هذه المناطق، مع تكاتف المساعي لفتح المسالك والطرقات المغلقة وتسهيل حركة المرور من طرف المصالح الأمنية المشتركة.
من جهة أخرى، ومع تزايد حملات التوعية والتحسيس بضرورة تجنب التنقل للجبال والمرتفعات التي تشهد تساقط الثلوج بكميات معتبرة، أكدت العديد من المصالح المعنية أن التنقل في هذه الظروف هي مخاطرة كبيرة بالأرواح والمركبات واعتبرت أن ذلك بمثابة إلقاء النفس إلى التهلكة، محذرة من تداعيات المغامرة في مثل هذه الظروف الصعبة، خاصة أن الكثيرون يصطحبون عائلاتهم وأبناءهم وهو ما يرفع من نسبة المخاطرة، سواء بالتعرض لحوادث مرور وانزلاقات من المرتفعات أو انخفاض درجات الحرارة التي تؤثر على صحة الانسان وتحمله، فيما طالب العديد من عشاق التخييم والمغامرة والمشي في الجبال بوضع خط أخضر للحماية المدنية من أجل انقاذ العالقين في الثلوج وايصال نداءاتهم للنجدة.
فوزية. ق