إسلاميات

التيمن ما استطاع

وما ينطق عن الهوى

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّن ما استطاع في شأنه كله؛ في طُهوره وترجُّله وتنعُّله”؛ متفق عليه.

الفائدة الأولى: التيمن هو: الابتداء باليمين، وقد ذكرت عائشة – رضي الله عنها – في هذا الحديث قاعدة عامة، وهي: “محبة النبي صلى الله عليه وسلم للبداءة باليمين في كل الأمور المستحسنة”، ثم ذكرت على ذلك ثلاثة أمثلة، أولها: التطهر؛ فالسنة في الوضوء: البداءة باليد اليمنى، والقدم اليمنى.

وثانيها: الترجل، وهو تسريح الشعر ودهنه؛ فالسنة البداءة بجانبه الأيمن.

وثالثها: التنعل، وهو لبس النعل؛ فالسنة البداءة بالقدم اليمنى.

والضابط في ذلك: أن كل ما كان من باب التكريم والزينة فإنه يفعل باليمين، مثل: الأكل والشرب، وأخذ الأشياء وإعطائها، والمصافحة، أو يبدأ فيه باليمين، مثل: لبس الثوب، ودخول المسجد، وقص الشارب، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، وما كان بخلاف ذلك فإنه يفعل باليسار، مثل: الاستنجاء، وتنظيف الأنف، أو يبدأ فيه باليسار، مثل: دخول الحمام، والخروج من المسجد، وخلع الثوب، قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى -: قاعدة الشرع المستمرة: أن كل ما كان من باب التكريم والتزيين استُحبَّ فيه التيمُّن، وما كان بضده استُحبَّ فيه التياسر.

الفائدة الثانية: في الحديث دليل على شمولية الشريعة الإسلامية لجميع شؤون الحياة؛ فهذه الأمور التي قد لا يتنبه الإنسان لها يجد فيها توجيها إسلاميا، ومجالا لكسب الثواب، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.