
التلـوث وعوامـل بشرية.. تهديدات خطيرة تتربص بالبيئـة في الأوراس
محافظـة الغـابات بباتنـة تحيي اليوم العـالمي للمنـاطق الرطبة
تشكل العوامل البشرية، إحدى أبرز الأسباب التي تسيء للبيئة وتلحق أضرار وخيمة بها، بسبب التصرفات العشوائية لزوار الغابات وممارسي التخييم من جهة وكذا عشاق الطبيعة جراء تهاونهم في المحافظة عليها من جهة، وكذا ترك المخلفات وعدم التقيد بتعليمات النظافة وانعدام الحس بالمسؤولية من جهة أخرى، وهو ما دفع بالعديد من المهتمين بالبيئة إلى دق ناقوس الخطر جراء تزايد هذه العوامل وتغولها على المناطق الرطبة التي أصبحت هي الأخرى محل تهديدات متواصلة.
محافظة الغابات لولاية باتنة، وإحياء لليوم العالمي للمناطق الرطبة، اختارت أن تكون الاحتفالية موجهة لتلاميذ المدرسة الابتدائية “سباع محمد” ببلدية واد الطاقة، بهدف توعية النشء بأهمية الحفاظ على الغطاء البيئي وكذا مساهمته في التوازن الطبيعي، من خلال تلقيهم لشروحات وتفاصيل عديدة حول المناطق الرطبة، انطلاقا من تاريخ الاحتفال بها وكذا أهميتها الكبيرة للبيئة والطبيعة، إلى جانب الإسهاب في الحديث عن التهديدات التي تشكل عقبة أمام الحفاظ عليها، وهو ما أكده عريفي بشير، رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانـات بمحافظة الغابات في حديثه لـ”الاوراس نيوز”؛ مشيرا أن الاستعمال اللاعقلاني للمياء بطريقة غير مدروسة وتبذير متواصل يعتبر أحد العوامل المهددة للمناطق الرطبة، فضلا عن التلوث بجميع أنواعه، بما فيها التي يتورط فيها العامل البشري خاصة بعد انتشار السياحة الجبلية والطبيعية مما جعل الزوار يتركون مخلفاتهم وراءهم التي تساهم في إلحاق الضرر بالنباتات وتلويث المياه وكذا هجرة الطيور المائية، مضيفا في السياق ذاته أن شح الأمطار وقلتها من أبرز العوامل المناخية التي تعتبر كتهديد مباشر للمناطق الرطبة في الأوراس والجزائر ككل.
هذا وأحيت محافظة الغابات تظاهرة اليوم العالمي للمناطق الرطبة ببرنامج متنوع، من خلال تقديم شروحات نظرية لفائدة أطفال مدرسة “سباع محمد”، مع استفادتهم من عروض مختلفة حول المناطق الرطبة وكذا عرض العديد من الوسائل المستعملة في تعداد الطيور وكذا الوسائل الميدانية التي تستخدم لذلك، إلى جانب عرض دليل الطيور والمناطق الرطبة مع التركيز على منطقة بوسبرقة بواد الطاقة التي حظيت بزيارة من طرف التلاميذ والقائمين على التظاهرة، بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية التي ساهمت هي الأخرى في المشاركة بإثراء الرصيد المعرفي الخاص بالبيئة للتلاميذ والحضور من مختلف الشركاء والفاعلين البيئيين.
التظاهرة شهدت أيضا تنظيم مسابقة رسم للتلاميذ، تم خلالها اختيار ثلاثة فائزين وتتويجهم بجوائز وشهادات تكريمية، مع شرح تطبيقي ميداني لأهمية المناطق الرطبة في التوازن البيئي وكذا ضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من المخاطر المحدقة على غرار التلوث.
فوزية. ق