مجتمع

التشخيص الخـاطئ للأنفلونزا يولد علاجـات خـاطئة ومشاكل صحية جديدة

مع تناول المضادات الحيوية دون وصفات طبية لعلاج الانفلونزا.. مختصون يحذرون:

انتشرت مؤخرا، موجة جديدة من الإنفلونزا في وسط المجتمع الباتني التي مست مختلف الشرائح المجتمعية، حيث ومع تماثل البعض للشفاء منها فإن البعض الآخر لا يزال يعاني من أعراضها الشديدة والتي لازمتهم خلال شهر رمضان الفضيل، وقد ساعدت التقلبات الجوية التي استمرت طيلة الفترة الماضية في الإصابة بالمرض وسرعة انتشاره بين الأفراد خاصة في الأوساط العائلية والمهنية، وهو ما جعل الكثير من المواطنين يلجؤون إلى حلول للتخلص من الأمر خاصة مع عدم نجاعة العديد من العلاجات المتناولة، أين بات التركيز مؤخرا على التداوي بالبدائل الطبيعية أو بالتوجه نحو الصيدليات لاقتناء فيتامينات ومضادات حيوية بهدف تحقيق مفعولها والتخلص من الفيروس وأعراضه الملازمة لهم على غرار التعب الشديد والدوخة والعطس وسيلان الأنف والبحة وغيرها خاصة ما عرف عن قوة الفيروس المتطور هذه المرة وطول مدته لدى الكثير من المصابين به لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة.

وللاستسفار عن مدى صحة الأمر، أكدت الطبيبة العامة م. س، أن الأمر خاطئ بشكل عام، رغم أنه لا يحمل مضاعفات واضحة على المصابين، فالتشخيص الخاطئ للمريض لحالته المرضية قد يؤدي به إلى شراء أدوية لا علاقة لها بوضعه ولا تعالج الأعراض التي يعاني منها، وهو الشائع من مظاهر شراء المضادات الحيوية دون وصفة، فقد يكون المريض يعاني من حساسية معينة تجاه مضاد حيوي معين، فيتوجه لاقتناء نوع آخر دون أن يكون على علم بأنه ينتمي لنفس المجموعة التي يتحسس منها، ما يسبب له أعراض تحسس أو أعراض أخرى تسببها مشاكل صحية جديدة تولدت عن تناول العلاج الخاطئ، فيما أوضحت ذات المتحدثة أن كثرة استهلاك المضادات الحيوية دون وصفة طبية يعد المشكل الأصعب والأكثر انتشارا في مثل هذه المواقف وبالتالي فإن تناول جرعات غير مضبوطة ولمدة غير مضبوطة طبيا من قبل المصابين يؤدي إلى ظهور “المقاومة للمضادات الحيوية ـ antibioresistance”، والتي تجعل من “البكتيريا تخلق نظام مقاومة لتلك المضادات الحيوية المتناولة ما يخلق صعوبة في علاج هذه البكتيريا طبيا لأن الدواء الخاص بها أنتج مقاومة ضده”.

وتشير في ذات السياق الدكتورة س. م أن الإشكال الحقيقي يكمن في ما يرتكبه المصابون من أخطاء عند معالجة الأنفلونزا والتي تعد مرضا فيروسيا بالمضادات الحيوية المخصصة في الأساس لعلاج الأمراض البكتيرية، ورغم كون الأمر لا يحمل مضاعفات واضحة إلا أنه لا يحمل في نفس الوقت أي منفعة، لأننا في هذه الحالة نقوم بتناول مضاد حيوي ضد فيروس وهو الأمر الذي لن يؤتي بنتيجة ولن يقضي عليه، بل سيزيد الطين بلة بإدخالنا لمادة كيميائية عبر الدواء المتناول إلى أجسامنا دون القضاء على مسببات المرض والمتمثلة في الفيروس الذي يمتلك بروتوكولات خاصة وأدوية واحتياطات خاصة، ماعدا حالات “الالتهابات البكريتية – surinfectionles” التي ترافق الأعراض الفيروسية، التي قد تجد المضادات فيها نوعا من الفعالية في عملها ضدها.

وهو ما يؤكد على ضرورة التوجه للطبيب والتعرض للفحوصات الطبية حتى في حالات الإصابة بالأنفلونزا للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب من حيث الدواء والمضادات وكذا مدة العلاج لكل حالة على حدا.

رحمة. م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.