أعلن قبل أيام موقع إلكتروني جزائري عن إطلاق مسابقة الصحافة البيئية، وهذا في إطار النسخة الرابعة التي يراد منها تعزيز اهتمام الصحافة الجزائرية بالبيئة، وقد تطرقنا في مقال سابق إلى ذات الموضوع وقلنا بأن هناك فرقا بين المساعي وبين ما هو ملموس في الواقع للأسف، ويتجلى ذلك يوميا، بل ويؤكد بأن هناك آمالا محمودة لتفعيل دور الصحافي في الدعوة لحماية البيئة وترسيخ الوعي البيئي، وسلوكات منبوذة تؤكد بأن الطريق إلى ترسيخ هذا الوعي طويلة.
ونحن نتحدث عن المسابقة التي تعنى بالشأن البيئي في الجزائر، تصادفنا صور ومشاهد لصيادين يتباهون بعدد “طيور الحجل والأرانب التي يصطادونها” في “رحلة الصيد الواحدة”، حيث وإضافة إلى الوحشية في “إبادة الطيور والحيوانات البرية”، فإن الكثير من الصيادين لا يجدون حرجا في عرضها بطريقة لا تعبر عن أن الغاية من الصيد هي “الاستهلاك” بقدر ما تعبر عن أن الغاية هي “إشباع الرغبة في القتل والإبادة”، بل وإشباع الغريزة الحيوانية اللاإنسانية لدى الكثير من الصيادين للأسف.
إن الصيد العشوائي، والإبادة التي تمارس في حق الحيوانات حتى في أوقات يمنع فيها الصيد لهي سلوكات وإن كانت تعبر عن “انعدام وعي بيئي” لدى الكثير من الصيادين وهواة الصيد، فإنها تعبر أيضا عن غياب “السلطات والجهات” المعنية بحماية البيئة، ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، فإنه عندما تتخلى الجهات المعنية بحماية البيئة عن دورها فإنها بذلك تتيح فرصة لتغول أعداء البيئة.
ما سيحدث قريبا، هو أن عديد الطيور وعديد الحيوانات البرية ستلتحق “بالحسون الجزائري”، فإن كان الصيد العشوائي لهذا الطائر طيلة سنوات قد كان بهدف “التجارة” فإن انقراض عديد الأنواع من الطيور والحيوانات البرية من غابات الجزائر سيكون بسبب الرغبة في “إشباع غريزة حيوانية” من جهة، وبسبب “غياب الردع” من جهة أخرى، ولهذا، فإنه لن توقف المسابقات الأخطار التي تهدد البيئة في الجزائر، بل وحده العمل الميداني يفعل.
سمير بوخنوفة