البترو روبل.. أزمة كبرى في أوروبا بعد قرار روسيا
بوتين يوقع مرسوم خطير للانتقام من هذه الدول:
يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرع في خطته للانتقاكم من بعض الدول الأجنبية حيث وقع الرئيس مرسوما بشأن التدابير الاقتصادية ”الانتقامية”، وكان بوتن قد حذر قبل أيام، من أي تدخل خارجي في النزاع في أوكرانيا، متوعدا برد ”سريع وصاعق”.
وكانت روسيا أوقفت ضخ الغاز لكل من بولندا وبلغاريا، لعدم التزامهما بشرائه بالروبل الروسي، مما أثار جدلا في الأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية والغربية
بيان شركة ”غازبروم” الروسية، بإيقاف إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى بلغاريا وبولندا بسبب عدم الدفع بالعملة الروسية، أحدث إرباكا كبيرا في أوربا، التي كانت تعتقد حتى اللحظة، بأن مرسوم الرئيس فلاديمير بوتين، الذي وقعه في 31 من مارس الماضي، حدد فيه نظاما جديدا لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي من قبل المشترين من الدول ”غير الصديقة لروسيا”، هو مجرد مناورة سياسية هدفها بالدرجة الأساس (تخويف) الاوربيين، بأمكان روسيا أن تستخدم الغاز كسلاح ضدها.
إجراءات الشركة الروسية لم يأتي مفاجئا كما يتردد في وسائل الاعلام الغربية، فوفقا لبيانها فقد أطرت ”شركة غازبروم”شركتي ”بولغاراز” (بلغاريا) و ”بي جي إن آي جي” (بولندا) بتعليق إمدادات الغاز اعتبارا من 27 أبريل الماضي حتى يتم السداد وفقا للإجراء المنصوص عليه في المرسوم الرئاسي الروسي.
تشديد الكريملين على أن مدفوعات الغاز من قبل بولندا وبلغاريا بالشكل المناسب ستكون أساسا لاستمرار الإمدادات إلى هاتين الدولتين، في إشارة إلى أن على وارسو وصوفيا قبول المدفوعات بالروبل، جعلته ينتقد اتهامات رئيسة المفوضية الأوروبية بـ”الابتزاز” بسبب الانتقال إلى مدفوعات الغاز الروسي بالروبل.
الخطوة الروسية دعت بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، مسؤولي الاتحاد الأوروبي الى عقد محادثات طارئة بشأن الغاز في أعقاب قرار روسيا قطع الإمدادات عن بولندا وبلغاريا، وقالت فون دير لاين في بيان لها إن إعلان شركة ”غازبروم” يعد ”محاولة أخرى من روسيا لاستخدام الغاز كأداة للابتزاز”، وقالت إن اجتماع مجموعة تنسيق الغاز منعقد، وإن دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة مستعدة لمواجهة قرارات روسيا، وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الدول الأوروبية من الرضوخ للمطالب الروسية بدفع ثمن الغاز بالروبل عبر آلية خاصة، مشيرة إلى أن ذلك سيكون انتهاكا لنظام العقوبات المفروضة ضد موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ومع هذا السجال ، قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، بنحو21% بسبب تعنت بلغاريا وبولندا وعدم قبولهما سداد ثمن الغاز الروسي بالروبل الأمر الذي دفع ”غازبروم” لوقف الإمدادات لهاتين الدولتين، وقفزت أسعار عقود الغاز في البورصات الأوروبية بنحو 21% وتجاوزت مستوى 1350 دولارا لكل ألف متر مكعب، بعدها قبلت الدولتان الأوروبيتان النمسا وهنغاريا بسداد ثمن الغاز الطبيعي الروسي المورد إليهما بناء على الآلية التي طرحتها موسكو.
ورجحت شركة الطاقة الألمانية ”يونيبير” من جانبها، إمكانية سداد ثمن الغاز الروسي بالعملة الروسية الروبل، وأشارت إلى أنها تواصل المناقشات حول ذلك مع شركة الطاقة الروسية ”غازبروم”، وقالت المديرة المالية للشركة تينا توميلا، إن شركة ”يونيبير” تواصل المناقشات مع شركة ”غازبروم” بشأن مسألة سداد ثمن الغاز الروسي بالروبل، وقالت ”نحن في مناقشات جارية مع ”غازبروم” بشأن تنفيذ المرسوم الروسي بشأن الدفع بالروبل”، في ضوء تصريحات المفوضية الأوروبية بشأن العقوبات”، أشارت المسؤولة إلى أن توقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا وهنغاريا لن يؤثر على الإمدادات إلى ألمانيا، مشددة على أن كميات ضخ الغاز لم تتغير.