
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في جميع أنحاء تركيا صباح الأحد، لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحاسمة التي ستقرر الاتجاه المستقبلي للدولة التي تمتد عبر أوروبا وآسيا. ويحق لما يقرب من 61 مليون شخص التصويت في الانتخابات، بما في ذلك ما يقرب من 5 ملايين ناخب لأول مرة. وصوت الأتراك في الخارج بالفعل. ويراقب التصويت، الذي يعتبر الأكثر أهمية بعد عقدين من حكم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، عن كثب من الخارج، حيث تم إرسال العديد من المراقبين الأجانب بالفعل إلى تركيا.
ويتنافس المرشح المشترك للمعارضة وزعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني كمال كليتشدار أوغلو ضد الرجل الإسلامي المحافظ القوي أردوغان. كما يخوض السباق منافس معارض أصغر هو سنان أوغان.
وكان كليتشدار أوغلو يتفوق بفارق قليل عن أردوغان، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تصويت اليوم الأحد سينتج عنه فائز واضح بأكثر من 50% من الأصوات أو ما إذا كان سيتجه إلى جولة ثانية في 28 مايو.
ويأتي التصويت وسط أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها تركيا منذ عقدين والزلازل المدمرة الذي ضرب شرقي البلاد في شباط/فبراير الماضي. وأشار المراقبون إلى مسار غير عادل للحملة الانتخابية، حيث يتمتع أردوغان بموارد الدولة ويهيمن على المشهد الإعلامي مقارنة بالوسائل المحدودة للمعارضة.
وتسعى المعارضة الموحدة، وهي مزيج نادر من العلمانيين والمحافظين الإسلاميين والقوميين، إلى تغيير قاعدة سلطة أردوغان المتدينة في قلب الأناضول وإنهاء ما يسمونه حكما ”استبداديا”.
وخلال الحملة الانتخابية، قام أردوغان بإلقاء الاتهامات على المعارضة بدءا من الارتباطات الإرهابية المزعومة إلى الترويج لأجندة المثليين إلى التعاون مع العملاء الأجانب. كما أعقب اتهامات أردوغان الغاضبة هجوم بدني على تجمع للمعارضة في مدينة أرضروم شرقي تركيا. وما يزال أردوغان يعد بالانتقال السلمي في حال خسر الانتخابات.
وردا على ذلك، دعا كليتشدار أوغلو إلى الهدوء، محاولا الظهور كرجل يتمتع برجاحة العقل، مؤكدا في كثير من الأحيان على أصوله المتواضعة من قرية بالقرب من بلدة تونجلي شرقي تركيا.
وتعهد أردوغان، من بين أمور أخرى، بإعادة إعمار المحافظات التي ضربها الزلزال في فترة قصيرة من الوقت، وزيادة الاستثمارات في مجال الدفاع والبنية التحتية ورفع الأجور بشكل كبير.
ومن جانبه، تعهد كليتشدار أوغلو بإصلاح أسلوب أردوغان الرئاسي في الحكم وتخفيف الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد واستعادة العلاقات مع الحلفاء الغربيين.
ويقول كليتشدار أوغلو، منافس أردوغان الرئيسي، والبيروقراطي السابق والسياسي العلماني، والبالغ من العمر 74 عاما، إن تركيا بحاجة إلى زيادة الاستثمار في الديمقراطية والعودة إلى محادثات العضوية في الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى، أو الانزلاق بصورة أكبر نحو الاستبداد.