
يحضرنا اليوم مشهد من الفيلم الجزائري عطلة المفتش الطاهر، والذي قرر فيه الأخير رفع انشغال إلى محافظ الشرطة والاحتجاج بشان الترقية، حيث جر خلفه مجموعة من عناصر الشرطة محتميا بهم، غير أنهم فروا بمجرد الوصول إلى مكتب المحافظ، حينها قال المفتش الطاهر عبارته الشهيرة “صعيبة الرجلة”.
عندما أراد بايدن أن يضغط على فلاديمير بوتن، وكل زيلنسكي ليخوض حربا بالوكالة، وقد كان يموله ويمونه باسم الولايات المتحدة الأمريكية، فلعب زيلنسكي دور البطل وهو من تعود على لعب الأدوار الكوميدية عندما كان فنانا، فدخل في حرب تفادت روسيا إنهاءها في ظرف أشهر قليلة، لكن، وبعد أن اعتلى دونالد ترامب كرسي الرئاسة مرة أخرى، قرر تغيير سياسته، بل ووجد أن بايدن قد أقحم أمريكا في حرب استنزفت من خزينتها الكثير من الأموال، ولأن ترامب ذو عقلية تجارية، فقد قرر أن يغير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية دون أن تتضرر بل مع الحصول على أموال تعادل ما خسرته أمريكا في إطار تمويلها لأوكرانيا، فاقترح صفقة على زيلنسكي مع إلزامه بوقف الحرب، وهنا، يكون ترامب قد ضرب عدة عصافير بحجر، تحسين العلاقات مع بوتين، تعويض ما خسرته أمريكا بصفقة المعادن، وضرب الاتحاد الأوروبي في مقتل بتمكين روسيا في المنطقة.
ما حدث مع زيلنسكي شبيه إلى حد ما يما حدث للمفتش الطاهر، فقد تم إقحامه في حرب خاضها بالوكالة عن أمريكا، ثم فرض عليه الانسحاب بقرار من الرئيس الجديد لأمريكا، وهنا وجد زيلنسكي نفسه مجبرا على أن يختار بين أن يكون فزاعة أو يسجل اسمه كأشجع رئيس، فاختار أن يواجه ترامب ويخرج مطرودا من المكتب البيضاوي دون أن يوقع على أي اتفاق، وهنا، يكون قد ثبت على موقفه كرئيس وكشخص على حساب بلده، وبالتالي فهنا يمكن توقع احتمال الانقلاب على زيلنسكي من الشعب الأوكراني نفسه وهنا يخسر زيلنسكي نفسه مرة أخرى، وهذه النتيجة نراها حتمية ومنطقية لكل رئيس أو مسؤول يقبل أن يرهن نفسه أو بلده لشخص أو جهة أخرى، لأن من يقبل أن يكون محميا بغير شعبه وبغير جيشه سيكون مشروع شخص أو “كيان ممحي” من نفس الشخص أو من ذات الجهة التي قدمت له الحماية يوما، ونرى ذلك يتجلى في كل مرة، وآخر مثال بشار الأسد الذي وفرت له روسيا الحماية طيلة أربعة عشر عاما، فعادت لتمحو نظامه في لمح البصر.
حمزه لعريبي