العمود

ارفعوا مستوى الطب.. ترتقي الصحة

غيض من فيض

عن حلول ناجعة ظلت التساؤلات بشأنها حبيسة الأدراج لعقود من الزمن، تبحث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويأمل طالب تخصص العلوم الطبية وكذلك يبحث المريض والمجتمع والصحة العمومية برمتها، في لحظة إدراك ربما غابت أو تغيبت عن نخبة المجتمع وعن مسؤولي الدولة وعن القائمين على القطاع علها ستكون الطريق نحو الصلاح والإصلاح والارتقاء بهذا التخصص العام الذي تتوقف عليه “الصحة” في الجزائر.

فقد كان “الطبيب” الجزائري يلقب بـ “الحكيم” في زمانه لحكمته وقدرته على أداء واجبه وعمله كما يجب في حقب كانت صعبة، ربطها الكثيرون بتلقيه تكوينات وتعليمات على يد أجانب، وظلت هذه الفكرة مسيطرة حتى يومنا هذا إذ ينظر للطبيب الذي تلقى تعليمه في الخارج على أنه الأكفأ رغم تسجيل أسماء ثقيلة بين أطباء جزائريين تكونوا داخل أسوار الوطن، رغم معاناتهم ورغم ما بهم من خصاصة.

وظل تخصص الطب في الجزائر الأثقل والأصعب والأكثر تهميشا من طرف المسؤولين لما يتطلب من عناية مقابل ما توفر من إمكانات، حتى أن المعاهد صارت تفتح دون دراسات مسبقة وفي ظروف ارتجالية ليجد القائمون عليها نفسهم مجبرون على تسييرها بطريقة أو بأخرى وإن اضطروا اللجوء إلى أطباء خواص بمواعيد محدودة لا توفر لطالب العلوم ما يجب توفيره ولا تشبع حاجته العلمية والتكوينية، والأهم من ذلك التجريبية فيضطر هو الآخر إلى ملازمة الواقع والتفكير في التخرج لا أكثر ليواجه واقعا آخر أكثر مسؤولية .

وربما تسببت كل تلك التراكمات للطلبات والانشغالات المنسية المطوية لطلبة وخريجي كليات الطب في الجزائر في فقدان الثقة بالجهة الوصية، والتي لا زالت تحاول تقديم حجج مقنعة لفك الإضرابات التي شنت على مستوى عديد الكليات من طرف إطارات الدولة ودكاترتها، والتي تواصلت طيلة ثلاثة أسابيع إن دلت على شيء فإنما تدل على أن مستوى الطب يعاني ومعه تعاني الصحة الجزائرية.

نوارة بوبير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.