
“إعلان كبير” يسبق جولة ترامب إلى الشرق الأوسط !
تصريحات الرئيس الأمريكي ساوت بين كافة السيناريوهات
سبقت تصريحات الرئيس الأمريكي قبل بدء جولته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط الأجندة المتوقع فتحها خلال هذه الجولة الأولى بعد عودته على رأس إدارة البيت الأبيض، قبل أن يكشف “الزائر” عما أسماه “إعلان كبير” سيسبق بساعات فقط إقلاع الطائرة الرئاسية باتجاه المنطقة الأكثر تعقيدا من ضمن جميع ملفات الساحة الدولية المطروحة.
عبد الرحمان شايبي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيادة عما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث أمنية وتقاطعات سياسية واقتصادية معقدة، بجانب صورة حرب الإبادة التي يقترفها الكيان الصهيوني في منأى عن ملاحقات المحاسبة القانونية الصارمة، أطلق الرئيس الأمريكي تصريحات جديدة من شأنها أن تُثقل كفّة المنطقة من حيث درجات الاستقطاب، والاستئثار بالخبر العالمي الأول.
وتشهد المنطقة حربا همجية غير مسبوقة يقترفها “قطعان” الصهاينة ضد الأبرياء في قطاع غزة، وعموم فلسطين ما يطرح أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت تصريحات الرئيس الأمريكي بخصوص “الإعلان الكبير” لها صلة بالقضية الأولى في العالم ككل فلسطين المحتلة.
ويقلل ملاحظون من ارتباط هذا “الإعلان” بما يجري في فلسطين وفي قطاع غزة على وجه التحديد في وقف الحرب، وهذا بالنظر إلى اعتماد الصهاينة مخطط إبادة أكبر بعد الموافقة على شن حملة عسكرية برية واسعة النطاق على القطاع، بدأ التمهيد فعليا لها عبر القصف الجوي المتواصل لأزيد من شهرين، والذي حصد المزيد من المدنيين لاسيما وسط الأطفال الأبرياء والنساء.
ويأتي ملف النووي الإيراني على أهمية قصوى من الارتباط بفحوى التصريح الكبير المرتقب من طرف الرئيس ترامب، مقارنة بارتباط التصريح المثير بشكل مباشر حول المخاض العسير الذي يشهده ميلاد سورية الجديدة، أو له علاقة بخبر التوصل إلى اتفاق وقف الهجمات المتبادلة مع الحوثيين في اليمن.
ولا تعد منطقة الشرق الأوسط محفلا لأخبار الاحتقان والحروب الطاحنة فقط، فقد عرفت المنطقة في الآونة الأخيرة تحركات سياسية ودبلوماسية مهمة جدا، منها جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر من أجل إبرام صفقة التهدئة بين حكومة الكيان وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، كما امتدت أسراب حمائم السلام لتشمل الملف النووي الإيراني، حيث تقوم سلطنة عمان بدور بارز في إطار المفاوضات غير المباشرة بين وفدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفريق الإدارة الأمريكية، وهي المفاوضات التي اتسمت بالجدية واعتُبرت مشجعة لحد الآن باعتراف ترامب نفسه.
وقبلها انبرت المملكة العربية السعودية باستقبال وفدي المواجهة العسكرية الأخرى التي تدور بين روسيا وأوكرانيا، في أول مفاوضات سلام من نوعها منذ اندلاع المواجهة المسلحة، وتحظى مساعي الرياض بدعم أميركي لافت يهدف إلى إنهاء الأزمة بين موسكو وكييف، وطي حرب لطالما هددت بفتح جحيم الحرب العالمية الثالثة على امتداد السنوات الأربعة المنقضية.
ولا تسقط فرضية الإعلان عن قائمة جديدة من اتفاقيات ابراهام المتعلقة بمشروع “التطبيع” العربي الإسرائيلي عن نص الإعلان الكبير الذي أطلقه دونالد ترامب، وأن مفهوم “الكبير” في التصريح قد يكون “مدويا” بالنظر إلى من ستشملهم القائمة المرتقبة، والتي كانت على وشك الإبرام قبل أن يعصف هجوم “طوفان الأقصى” في 07 أكتوبر 2023 ويبعثر كافة الأوراق.
وقد تتأرجح صفقة التطبيع جانبا لصالح الإعلان عن وقف الحرب الروسية الأكرانية التي اتخذت فيها الإدارة الأمريكية العاصمة الرياض أرضية لأي اتفاق محتمل. كما لا يغيب الملف النووي الإيراني عن فحوى “المفاجأة” مثلما وصفها الرئيس دونالد ترامب لحظة إدلائه بهذا التصريح الكبير المرتقب.
في حين تتجه تحليلات عديدة أخرى أن الأمر له علاقة بتحرير الأسرى مقابل تمرير القوافل الإنسانية باتجاه القطاع. فيما تذهب آراء مختصين وخبراء أن الرئيس الأمريكي يريد أن يجعل من جولته الشرق الأوسطية مفتاحا لطرق كافة الأبواب الموصدة، وأن الرجل بصدد إثبات أنه رسول سلام عالمي مثلما قال عن نفسه عشية كسبه الاستحقاق الرئاسي الأمريكي بالقول “جئت لأنهي الحروب لا لأبدأها”.
ويتهيأ الرئيس الأمريكي لإجراء جولة إلى الشرق الأوسط في الأيام القليلة القديمة، هي الأولى له في عهدته الجديدة على رأس إدارة العاصمة واشنطن تشمل دولا في المنطقة تشمل السعودية والإمارات وقطر، و”تستثني” من جدولها تل أبيب في إشارة واضحة على تجنب إدارة البيت الأبيض تبعات السياسة الأمنية التي تنتهجها سلطات الاحتلال، في حين لا يستبعد قرّاء الجولة أن تغيب الحكومة الإسرائيلية عن موائد وأطباق ما تجنيه الزيارة.
ويحتفظ الشرق الأوسط بذكرى سيئة لزيارات الرئيس ترامب بعد الأزمة الخليجية التي عصفت بدول مجلس التعاون الخليجي في أعقاب زيارة مماثلة قادت ترامب في عهدته الأولى خريف 2018 وأحدثت تصدعا غير مسبوق بين الرباعي الإمارات والسعودية ومصر والبحرين من جهة، ومحور قطر وتركيا من جهة مقابلة ما يجعل من عودة رئيس القوة الأولى في العالم مثقلة بالملفات ومفتوحة على أي مخرجات إقليمية ودولية محتملة.