العمود

إرحموا طالب العلم

ضربة بالفاس

ضغط كبير يعانيه طالب العلم في الأقسام النهائية بالمؤسسات التعليمية التربوية؛ قبيل الامتحانات الرسمية المصيرية وكأنه عدو يجدر تعريضه للتعذيب أو خطر لابد من قهره ومنعه من الوصول إلى خط النجاح متحصلا على المعدل الذي يرغب فيه ويطمح إليه وصار الكل من العام إلى الخاص وحتى المتخصص شاهدا على ذلك.

فبين تمارين وواجبات منزلية ومشاريع تنشيطية وبحوث تدعيمية، وجد الطالب الذي لايزال تلميذا تحت مقصلة الضغط واستنزاف الطاقة وذبول الحماس، ناهيك عن الأسلوب الهدام الذي يعتمده بعض الأساتذة إن لم نقل جلهم ممن يرون في تخويف التلميذ من صعوبة الامتحان الرسمي الطريقة المثلى لتحسيسه بمدى أهمية الموعد وصعوبة الموقف؛ حتى يعتد بالعدة ويحضر السلاح اللازم، فيشعر هذا الأخير أنه مقبل على حرب طاحنة قد تكون نهايته على يد معاركها وهو يحارب فيها

إذ يلعب الجانب النفسي الدور الأهم والأكبر في التحصيل الدراسي خاصة فيما يتعلق بهذه الامتحانات الرسمية، وهو ما يغيب كليا عن مدارسنا وبيوتنا فيشقى طالب العلم في طلبه و يتعب ويعز عليه بلوغ الهدف، فتسود الحياة في وجهه بسبب الذهنيات القديمة التافهة الجاهلة التي لم تتمكن العقول الراجحة رغم اجتهادها من محاربتها والحول دون تحطيمها للأجيال .

فقد كثرت حالات الانتحار في الوسط المدرسي بمختلف أطواره وتوجهت المؤشرات في غالبها إلى الضغط العائلي بسبب التحصيل الدراسي، ورغم تحذيرات المختصين لازال عديد الأولياء يمارسون مختلف صنوف الضغط على أبناءهم خضوعا للسباق نحو “المعدل” بعد تفشي وباء المقارنة بعيدا عن حقيقة الفروق الفردية، التي لايكاد يذكرها أحد سواء كان متعلما أو جاهلا..

نوارة بوبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.