نظم ممثلون عن فعاليات المجتمع المدني مساء أول أمس محاضرة توعوية، وتحسيسية بمخاطر الآفات الاجتماعية عموما، وإدمان المخدرات على وجه الخصوص، من تنشيط كل من الشيخين ضروي الطاهر، ومحمد فليسي، والذين حلا بمدينة باتنة خصيصا لتوعية شبابنا وأبنائنا، والداعي للتفاؤل هو أن ساحة “المسرح الجهوي” وسط مدينة باتنة قد عجت بالحضور من مختلف فئات المجتمع، والحقيقة أن أغلبية الذين شاهدوا الحضور قد استحسنوا المبادرة واعتبروها إشارة إلى وجود نية حقيقية لدى أبنائنا وشبابنا للسير على الطريق القويم والابتعاد عن كل الآفات.
إن الحضور الكبير واللافت للشباب لهو أمر يعكس وجود إدارة حقيقية للاستجابة لمواعظ الأئمة والشيوخ، ووجود إرادة حقيقية للتفاعل مع المبادرات الإيجابية، خاصة وأن المحاضرة قد سادها الهدوء والتنظيم ولم تشهد أيا من المعيقات، بل على العكس فقد كان الحضور مشرئبة أعناقهم إلى “الشيخين الفاضلين” إلى غاية انتهاء المحاضرة، وهنا، لمسنا بأن ما ينقص شبابنا هو التوجيه، فحين تتوفر الإرادة في “اتباع الطريق المستقيم” ونحصي في المقابل “حالات عدة وأرقاما هائلة للمدمنين” والمنحرفين، فهذا ما يعني بأن المجتمع عموما، والذين يفترض أن يقوموا بواجب التوعية على وجه الخصوص قد تخلوا عن دورهم نوعا ما في التوعية.
مبادرة واحدة كانت كفيلة بحشد عشرات الشباب والمواطنين عموما، فكيف لو توالت المبادرات، وكيف لو كانت المحاضرات “روتينا أسبوعيا”؟ نتساءل ونحن نملك من الشيوخ الكثير، ونملك من النفسانيين الكثير، ونملك من الخبراء في شتى المجالات الكثير، ونحن متأكدون من أنه لو تم تبني “مثل هذه المبادرات” كاستراتيجية لنشر الوعي في المجتمع لحققنا نتائج إيجابية ولتمكننا من القضاء على عديد الظواهر المشينة في المجتمع، نقول هذا ونحن نسجل أرقاما كبيرة في الآونة الأخيرة للقتلى في حوادث المرور، نقول هذا ونحن نسجل أرقاما كبيرة في عدد المصابين بالسيدا، ونسجل أرقاما كبيرة في حالات الطلاق، ونسجل ملاحظات بخصوص “السلوكات غير الحضارية”، نقول هذا أيضا وقد لاحظنا كيف كان لمحاضرات “نشطها ضباط وعناصر حماية مدنية” الأثر الطيب والإيجابي بشأن التحسيس بمخاطر الغازات المنبعثة، فلما لا نجعل التوعية “روتينا” لا “حدثا”؟
سمير بوخنوفة