
جرائم جديدة وخطيرة وفي عز رمضان الكريم مارسها الأمن شمال سوريا وفي ظل الدولة الجديدة التي ما فتئت تخرج من حرب لتدخل أخرى، وتذيب كل الروابط التي تحافظ على أمن واستقرار مجتمع جريح مازالت جراحه تنزف، ولم تستوعب فصائله المسلحة بعد أمر بناء دولة مستقلة وبالتالي الانضواء تحت لواء جيش واحد مهمته حماية المواطن والحفاظ على حياته وكرامته.
وعلى نفس الشاكلة وبنفس الأسلوب المرتكز على الإجرام والتعصب الطائفي سالت دماء السوريين وأسالت المزيد من الحبر، معلنة عن خروقات إنسانية جديدة وخطيرة في قلب المجتمع الإسلامي، وحرب داخلية قذرة ومثيرة للاشمئزاز وكأن بعض الجهاد الحاقدة الفاسدة كانت تترقب فرصة للانتقام، ولكن الانتقام من من؟؟ من المدنيين العزل ومن الشعب السوري الذي راح ضحية التقلبات السياسية التي أفرزت عدة قرارات خارج إطار العدالة وبعيدا عن حكم القضاء.
فالمتتبع للأحداث والمحلل لها سيعلم لا محالة أن نوايا ومخططات تمزيق سوريا لازالت سارية المفعول، وهي قيد التطبيق حتى بعد سقوط حكومة الأسد والإعلان عن سوريا الجديدة، التي حلم بها السوريون وظلوا يترقبون ميلادها، لتعود الفتنة الأشد فتكا إلى الساحة اليوم بسبب الطوائف التي لم تتعلم الدروس من الحروب السابقة والكوارث اللاحقة، والتي لم يعد يهمها غير تحقيق مآربها وإفساد ما لم يتم إفساده قبلا.
فسوريا اليوم في حاجة إلى عناية داخلية وعربية أكثر من ذي قبل، حتى تتمكن من الوقوف بشكل مستقيم فتعود الثقة داخل منظومة الشعب وبين أفراده، لتذوب الحدود التي بنتها وشيدتها الطوائف والتوجهات، لأن العنف لا يولد إلا عنفا والسير على نهج الأسد يعد ذنبا أعظم وعارا أكبر، ولابد من إيقاف هذا التمزق الخطير.
نوارة بوبير