العمود

أنظمة تأكل الأسد بفم الجولاني

وجب الكلام

نستحضر اليوم ذلك الخطاب الشهير للرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، والذي قال فيه للحاضرين خلال تجمع في إطار حملته الانتخابية لعهدته الأولى عام 1999 “إذا غلبت السبع تصفقولي وإذا السبع غلبني تصفقو للسبع”، والمغزى من هذه العبارة أن الراحل “بوتفليقة” قد كان يرفض مبدأ “مع الغالب”، وقد استشهد في خطابه بتلك الرياضة الشهيرة عند الرومان، حيث يلقى “بعبد” في ساحة يجد نفسه بها وجها لوجه أمام الأسد، وبالتالي، فإنه يوضع أمام خيارين، إما أن يقاتل وربما يفوز، وإما أن يستسلم فيموت، أين يصفق الجمهور طبعا للغالب ويلقى المغلوب في حفرة.

قبل أشهر فقط، كان أبو محمد الجولاني يتصدر قائمة المطلوبين من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وقد صنف على أنه إرهابي وتم تخصيص مكافأة مالية قدرت بعشرة ملايين دولار لمن يدل أمريكا على مكانه، وقبل أشهر فقط، وتحديدا بتاريخ 31 ماي 2024، نشرت قناة العربية السعودية عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” تقريرا مصورا وعنونت “إرهابي عرف عنه المراوغة وحب الظهور، تعرف على أبو محمد الجولاني الذي يقبض على إدلب ويروع ويعتقل أهلها منذ 9 سنوات”، لكن القناة ذاتها قد دونت منشورا أمس عبر صفحتها الرسمية دائما وعنونت “الشرع يصل إلى الرياض في أول زيارة رسمية للخارج”، وأضافت “الشيباني: السعودية 2030 هي مصدر إلهام لسوريا الجديدة.
إن تحول “أبو محمد الجولاني” الإرهابي في نظر أمريكا وجماعتها إلى “أحمد الشرع” رئيس الجمهورية السورية المؤقت باعتراف من أمريكا وجماعتها في ظرف أشهر قليلة لهو أمر لا يدع مجالا للشك إطلاقا في أن “الجولاني” قد كان عبارة عن أداة استعملتها “أنظمة معروفة” للتخلص من الأسد، فإن فاز الأسد “بقي الجولاني إرهابيا” مستقلا لا علاقة له بهذه الأنظمة، وإن “انهزم الأسد” سقطت كل التهم عن الجولاني وبات “أحمدا وشرعا”، وهذا الذي حدث، فحين قدم الأسد للجولاني على طبق من ذهب في “العشاء الأخير” أكلت الأنظمة التي كانت تتربص بسوريا منذ سنوات “الأسد بفم الجولاني”، والهدية طبعا حلوى شامية للجميع بعد أن خلع الجولاني ثوب “الإرهابي المروع” ولبس “بدلة” الفتى المسالم.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.