سجلت تسعة أندية من الأوراس الكبير حضور ألوانها الرياضية في منافسة السيدة الكأس للموسم الحالي 24/25 في الدور الثاني والثلاثين، في تأكيد فريد من نوعه على قوة أندية الولاية التاريخية الأولى، وعلو كعبها عن بقية الأندية النشطة في مختلف الأقسام عبر ربوع الوطن.
عبد الرحمان شايبي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدم نادي اتحاد خنشلة كوكبة الأندية الأوراسية في بصم حضوره ضمن منافسة الكأس التي أسدلت الستار على مواعيد الدور الـ 32 من نادي الجيش الوطني الشعبي ببني مسوس نهاية الأسبوع المنقضي، ووضعت أبناء “ماسكولا” في مواجهة “نارية” على أقصى الحدود الغربية للبلاد تبدأ تكاليفها الأولى في خوض سفرية منهكة تزيد عن 1800 كم قبل مواجهة كتيبة الساورة ببشار.
وسيعكف المدرب شريف حجار الذي خلف التونسي حاتم العيساوي على استحضار المردود الطيب الذي قدمه “السيسكاوة” في آخر طبعة من كأس الجمهورية العام الفائت، بلغ فيها نادي اللونين الأبيض والأسود دور الثمانية، كما جاء إقصاؤه بصعوبة على يد الوصيف مولودية الجزائر في مباراة لعبت فيها الأجواء الرمضانية دورا بارزا في إبعاد النادي العائد إلى حظيرة الكبار في موسم عودته الثاني فقط، وعلى أرضه وأمام جمهوره.
وانفردت نوادي ولاية باتنة في تقديم الحصة الأثقل من الأطباق الأوراسية الحاضرة في نسخة كأس الجمهورية الحالية، بتدوين أربع مواجهات كاملة الدسم، حملت جميعها نكهة الكرة الباتنية، بدءا بعميد الأندية الأوراسية الشباب الذي سيحل ضيفا ثقيلا على نظيره شباب عين تيموشنت، متبوعا بالنجم بوعقال المحظوظ نسبيا في استقبال شباب بني تامو، حيث يرفع النادي المحلي سقف الحلم المشروع في مواصلة مشوار السيدة بلا هوادة، وجعل مواجهة نادي الورود البليدي فرصة للمضي قدما في سلم الارتقاء، وتكليل مشاركته بسطوع النجم عاليا في سماء المنافسة هذا الموسم.
ويدخل شباب ثنية العابد التاريخ من أوسع أبوابه بغض النظر عن حسم رحلته إلى تيارت لملاقاة الشبيبة المحلية، بعدما أدخل المنطقة الغربية لولاية باتنة قائمة “خُطّاب” السيدة الكأس لأول مرة في مسيرة شباب الثنية، ونفس الأمر ينسحب على تشكيلة عين التوتة الذي يمني النفس باقتفاء أثر أبناء “عمومته” في مدرسة كرة اليد التي تتنفسها المدينة الصغيرة الواقعة على بعد 35كم من عاصمة الولاية شمالا، وتعدت أمجادها قبل شهور قليلة إلى العاصمة الرياض، بمناسبة المشاركة في بطولة العرب للأندية.
ويمتد تمثيل أندية الأوراس ليشمل الولاية المنتدبة بريكة من خلال حضور مولودية بريكة في الدور الـ 32 والتنافس على إحدى بطاقات العبور نحو الدور القادم أمام شبيبة جيجل.
وبخطى واثقة يحزم سدراتة في أقصى شرق سوق أهراس حقائب التوجه في “سفرية العمر” حيث يؤجل مظاهر الفسحة والسياحة إلى ما بعد صافرة الدقيقة 90 أو 120د بعدما اختزلت الهدف المسطر الوحيد من وراء الرحلة باتجاه البليدة في افتكاك بطاقة العبور من مواجهة الاتحاد العريق، وتأكيد حضور أبناء “لحدادة” الشرقية في محفل الـ 16 الكبار.
ومن سوء الطالع أن وجدت أغلبية أندية الأوراس نفسها في مأموريات سفر ما يدفع نظريا على تسقيف الطموح في تخطي عتبة الدور الـ 32 خاصة وأن منطق المنافسة يحتكم إلى نتيجة مواجهة واحدة، يلعب فيها تدوير كريات القرعة نصف المهمة في قطع تأشيرة التأهل.
وكانت يد نجم وسط ميدان مولودية الجزائر السابق علي بن شيخ “شديدة” على أندية الأوراس، بعدما أوقعت القرعة أغلب هذه النوادي على الطرف الثاني من عناوين المواجهات في الدور الـ 32، ما يعني انصياعها للرحيل بعيدا عن الديار، وعن سند الجماهير الغفيرة، والنزول بدلا من ذلك ضيوفا غير مرحب بهم كرويا طبعا، على أندية أكثر أريحية وانسجاما، خصّتها “فضائل” القرعة بعامل الأرض والجمهور معا دون عناء.
من جهته يواصل اتحاد الشاوية استماتته في الدفاع عن ألوان ولاية أم البواقي وهو يخوض مأمورية تشريف المنطقة خاصة وأنه يوجد في أفضل رواق مقارنة بما سبق ذكره عندما يستقبل وداد تلمسان، ويُمنّي صاحب الفانيللا الصفراء والسوداء النفس بالاستثمار في جراح المستغانميين وتحويل النادي الوافد على “كاروبير” إلى “غنيمة” كروية تتعدى فيها المواجهة بين الشاوية ومستغانم نطاق الكأس إلى قياس أي المستويين أفضل في القسم الثاني هواة بين مجموعتيه شرق ـ وسط وغرب ـ وسط.
ولئن كانت مباراة بني تامو في باتنة محسومة بشكل كبير لأبناء الحي الشعبي العريق بوعقال، فإن عزاء مدينة الورود في التعويض يبقى على تأكيد اتحاد البليدة افتكاك تذكرة الدور المقبل من استقباله اتحاد سدراتة القادم من أقصى الحدود الشرقية للبلاد.
وعلى نفس الرحلة يرمي نادي مستقبل الرويسات أوراقه المستقبلية على أرض المسيلة في ضيافة نجم مقرة الذي قد يجد في مواجهة ممثل ولاية تبسة الثاني فرصة لمداواة جراح المحترف الأول، وما يعانيه النجم من نكسات متوالية أسبوعيا هذا الموسم في بطولة المحترف موبيليس. إلا أن ذلك لن يمنع ممثل الولاية “الدوز” من تعميق جراح أصحاب الأرض، وتكرار أمجاد اتحاد تبسة في موسم 2016 حينما لامست أقدام النادي التبسي المربع الذهبي في ذات المنافسة.
إلى ذلك، يخطط اتحاد عنابة منذ ظهور نتائج قرعة الخميس لإغراق قوارب شباب عين ياقوت على ملعب 19 ماي، وثني النادي الوافد عن مواصلة حلم الإبحار باتجاه العاصمة التي ستحتضن موقعة النهائي، ويستفيد الاتحاد العنابي مبدئيا من خبرته في القسم الثاني هواة، مقارنة بالضيف الوافد من قسم ما بين الجهات بأقل مهارات وفنون السباحة للاستمرار في منافسة كأس الجمهورية.
جدير بالذكر أن مباريات الدور الـ 32 تنطلق يوم الثلاثاء القادم 31 ديسمبر 2024 على أن تتواصل إلى غاية يوم السبت 4 جانفي 2025، بينما يجرى الدور الـ 16 يومي 10 و 11 جانفي من العام الجديد.
ولا تنتهي مغامرة الأندية الأوراسية عند حدود مباريات رأس السنة، حيث سيتواصل السوسبانس في حال تأهل “كبار القوم” إلى دور الـ 16 والدخول في مباريات مصيرية وحاسمة يكون العميد شباب باتنة مجبرا فيها بشكل كبير على التصادم مع نادي سيدي بلعباس بحكم الورق الذي يضع عاصمة الفن و”الراي” في رواق أفضل من منافسهم شبيبة عزازقة في الدور 32.
وينطلي نفس المصير على اتحاد خنشلة في حال خرج منتصرا من معركة أقصى الحدود الغربية في بشار، ودخوله مباشرة على خط مواجهة ساخنة أخرى مع رائد القبة، أو غالي ري معسكر، في حين يكون اتحاد الشاوية إن حقق التأهل أمام خياران أحلاهما مر في مواجهة جمعية الشلف أو جمعية الكرمة الوهراني.
وعلى النقيض من ذلك ينشغل نجم بوعقال في حال تخطيه عقبة بني ثامو بمواجهة “ثأرية” مع اتحاد البليدة، أو الدخول في داربي أوراسي يجمعه باتحاد سدراتة إن حقق أبناء القاعدة الشرقية التاريخية المعجزة في رحلتهم إلى مدينة الورود.
وكانت سلّة أندية الأوراس الكبير لتتعزز بمواجهات دسمة أكثر، ومن العيار الثقيل لولا وقوع القطب الثاني مولودية باتنة ضحية خيارات الدور التمهيدي، بعدما أوقعته القرعة في درابي المدينة الكبير، والذي أنهاه العميد لصالحه بهدف وحيد كان كافيا لتأهل الشباب، مثلما كان كافيا ليرسل نادي الشعب “البوبية” لاستكمال النوم وأحلام اليقظة في معانقة السيدة الكأس الموسم الجاري.