إسلاميات

أنت ومالك لأبيك

وما ينطق عن الهوى

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالاً وَوَلَدًا، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي، فَقَالَ:”أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ”. رواه ابن ماجه

معنى قوله عليه الصلاة والسلام “أنتَ ومالُكَ لأبيكَ” أنه يجب عليك أن تخدِمه ببدنِك وبمالك، أن تحسن إليه ببدنك وبمالك، إن احتاج الأمر إلى خدمة بدنية يجب على الولد أن يخدِمه، إذا مرض يجب عليه أن يتعاهده، وأما المال فإنّه ملزم بنفقته، حتى لو كان الأب يستطيع أن يعمل ويكفيَ نفسَه لكنه لم يفعل (وكان بحاجة) يجب على الولد أن يكفيَه النفقة منْ كِسوةٍ ومَطعَمٍ ومَشْرَب ومَسكن، وإن طلبَ الأبُ شيئا زائدا فعلى قولِ بعضِ العلماءِ كذلكَ يجبُ عليه أن يُعطِيَه لكن ليس إلى حد الإسراف، وإن كان الولدُ لا يدفَعُ الأبُ له أنْ يأخذَ بنفسِه، ومثلُ الأب الأم في ذلك.

وفي كتاب المنتقى شرح الموطأ ما نصّه “أنتَ ومالُكَ لأبيك” يريدُ في البِرَّ والطَّواعِيَة لا في القضَاء واللّزوم وفي حاشية السِّندي على ابنِ ماجه ما نصُّه “أنتَ ومالُك لوالدِك” على معنى أنه إذا احتاج إلى مالِكَ أخذَ منه قَدْرَ الحاجةِ كما يأخُذ مِنْ مالِ نفسِه فأمّا إن أردْنَا به إباحةَ مالِه حتى يجتَاحَه ويأتي عليه فلا أحدا من الفقهاء ذهب إليه على هذا الوجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.