دولي

أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الأول الثلاثاء أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية ترتكب إبادة جماعية في السودان، في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدها الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.

واعتبرت صحف أمريكية  هذا التطور تحولا مفاجئا وحادا في سياسة الولايات المتحدة، التي لطالما تعاملت مع طرفي الحرب، بما في ذلك الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على أنهما مسؤولان بالقدر نفسه في ما يحدث هناك، ونقلت عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القول في بيان إن “قوات الدعم الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وصبية -وحتى أطفالا رضعا- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية بعينها بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي”، وأضاف بلينكن أن “هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من النزاع، ومنعت من تبقى من المدنيين من الوصول إلى المستلزمات الضرورية للحياة”، وخلص إلى أن “أفراد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان”.

إبادة جماعية وجرائم أخرى

وذكرت ذات المصادر أن الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أغرقت أجزاء من البلاد -التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة- في مجاعة، وتسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم، واستقطبت مقاتلين من الدول المجاورة، وأضافت إن وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية وفرض العقوبات سيؤديان إلى تشويه سمعة حميدتي الدولية أكثر، “والتي تضررت بالفعل” جراء سيل التقارير التي تفيد بأن “قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد تورطت في نوبات محمومة من عمليات اغتصاب جماعي ونهب وتطهير عرقي وخطف واسترقاق وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وأشارت إلى أن قادة الدعم السريع درجوا على نشر مقاطع فيديو يتفاخرون فيها بما يعتبرونها “أعمالا بطولية”، أو يظهرون فيها وهم ينكلون بالقرويين، ونسبت إلى عشرات الشهود القول إن المدنيين استُهدفوا بسبب انتماءاتهم العرقية، مشيرة إلى أن هناك تقرير تحدثت عن إطلاق النار على أطفال وهم على ظهور أمهاتهم أثناء فرارهم أو أُلقوا في النهر، كما تعرض الأسرى للتعذيب والقتل.

تحول ملحوظ

ونقلت عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن لم يسبق لها، منذ انتهاء الحرب الباردة، أن أعلنت عن وقوع عمليات إبادة جماعية في منطقة من العالم سوى 6 مرات؛ في البوسنة عام 1993 ورواندا عام 1994 والعراق عام 1995 وإقليم دارفور السوداني عام 2004 والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2016 و2017، وفي ميانمار عام 2022، ويُعد إعلانَا الثلاثاء أقوى الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأميركية حتى الآن منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أفريل 2023.

أثر العقوبات

ولفتت وسائل إعلام غربية إلى أن حميدتي يرعى عائلة كبيرة تقدر قيمة الثروات التي تملكها بمليارات الدولارات، وتشمل الذهب والأسلحة والعقارات والشركات القابضة، ولكن الصحيفة لا ترجح أن تؤدي العقوبات إلى مصادرة كل ثرواته، وقالت إن مراسلين صحفيين أجروا مقابلات مع عائلات اختطفت قوات الدعم السريع أفرادها واحتجزتهم للحصول على فدية، وشاهدوا مقاتليها وهم يبيعون مئات السيارات المنهوبة في الأسواق، وأضافت أن قوات حميدتي لا تزال تسيطر على مناجم الذهب التي كانت تعمل في السابق بالشراكة مع مجموعة فاغنر الروسية قبل أن تسيطر عليها موسكو بالكامل.

واتهمت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي روسيا بتغذية طرفي النزاع في السودان، وتقول واشنطن إن موسكو تقدر قيمة الذهب الذي تتلقاه من السودان ودول أخرى “لأنه يساعد روسيا على التهرب من العقوبات الدولية”.

ق. د

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.