أظهر مغناس أكليوش لاعب نادي موناكو نفسه كأحد أبرز النجوم الشباب في الدوري الفرنسي هذا الموسم، حيث فرض نفسه كلاعب أساسي في نادي الإمارة وجلب إليه أنظار العديد من الفرق الأوروبية الكبرى التي اصطدمت بمطالب ثقيلة جدا للفريق الفرنسي، وبحلول الميركاتو الشتوي مع بداية العام الجديد بدأت وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث عن أندية عديدة ترغب في ضم أكليوش وعدة أسماء بارزة في “الليغ 1″، غير أن المطالب المالية لموناكو أو أيا من النوادي التي تملك نجوما مستهدفين تُعرقل نجاح العديد من الصفقات وبذلك تُعقد اتخاذ بعض اللاعبين لقرارات مصيرية جدا في مسيرته الكروية.
موناكو يضغط لعدم اختياره الجزائر حاليا
وتتحدث العديد من الأنباء الواردة من فرنسا عن اشتراط “المونيغاسك” لأزيد من 50 مليون أورو لأجل بيع أكليوش وهو الذي تقدر قيمته التسويقية حاليا بـ 40 مليون أورو حسب آخر تحديث للموقع الألماني المختص “ترانسفر ماركت” الألماني، وأمام هذه المستجدات، يبقى اللاعب الذي يمتلك عقدا حتى 2028 مع موناكو بعيدا عن فكرة المغادرة في الوقت الراهن، ما يعني استمرار الضغوط المفروضة عليه من ناديه لأجل اختيار المنتخب الفرنسي الأول أو على الأقل مواصلة اللاعب مع منتخب الآمال المُقبل على المشاركة في كأس أمم أوروبا للشباب بعد أشهر، ذلك أن الجنسية الرياضية تُساهم بشكل كبير في القيمة الاقتصادية للاعب، وتمثيل “الديكة” في الأشهر القليلة القادمة سيكون أفضل ما قد يحصل لإدارة موناكو التي تسعى للاستفادة من عوائد مالية كبيرة في حالة بيع أكليوش خلال الصيف المقبل.
استدعاؤه لتمثيل فرنسا سيُدخله في دوامة
وكان أكليوش قد تجنب الخوض في أي نقاش حول مستقبله الدولي حين سُئل قبل فترة قصيرة من طرف إعلامي فرنسي حول ما إذا كان قد تلقى اتصالا من مُدرب “التريكولور” ديديي ديشان، إذ اكتفى بنفي أي اتصال دون تقديمات تلميحات واضحة تُنهي الجدل الذي سيستمر على الأقل إلى غاية الصيف القادم في حال لم يتلقى أكليوش إتصالا رسميا لتمثيل منتخب فرنسا، بما أن ديشان يعيش اليوم على وقع ضغوط إعلامية رهيبة قصد توجيه الدعوة لهذا اللاعب وحتى لـ ريان شرقي من أجل حسم موضوع مستقبلهما الدولي ومعرفة قرارهما النهائي دون أي فرصة أخرى لربح الوقت والمُماطلة في تحديد الموقف، وحسب “راديو مونتي كارلو” فإن أكليوش لن يقوم الآن بأي خطوة تجاه “الخضر” خوفا من أي متاعب قد يواجهها مع ناديه، إلا أنه سيكون دون شك في موقف محرج للغاية لو يتلقى اتصالا من مدرب “الديكة” في فترة التوقف الدولي المقبلة، كونه سيُضطر لاتخاذ قرار حاسم في مستقبله الدولي الذي يسعى من ورائه لتقديم مسيرة كبيرة وحتما المشاركة في أكبر البطولات العالمية.
يعيش ضغوطا عائلية ومخاوف من فشل محتمل
وكان آدي هوتز المُدرب النمساوي لنادي موناكو قد أكد في تصريحات سابقة أهمية أكليوش الكبيرة بالنسبة لفريقه، مُشير إلى أن الطلب على اللاعب سيكون أكثر بكثير في الموسم المُقبل، وهي الرؤية التي تجعل موناكو يضغط بكل ما يملك من إمكانيات لثني أكليوش على اختيار الجزائر، على الأقل في الوقت الراهن، وقال هوتز في تصريحاته حول الموسم: “أكليوش لاعب موهوب وتطور كثيرا في الفترة الأخيرة، بإمكانه أن يصنع الفارق وأعتقد أنه سيكون مطلوبا جدا في الموسم المقبل من طرف الأندية الكبرى، هذا هو مشروعنا، نريد الاهتمام باللاعبين الفرنسيين الشباب لمساعدتهم على التطور”، ويرى الإعلام الفرنسي أن تفادي أكليوش الآن لأي أسئلة حول مستقبله الدولي هو إشارة واضحة لتعامله مع الوضع بطريقة براغماتية بحتة، إذ يواجه ضغوطا عائلية لاختيار الجزائر من جهة وضغوطا إعلامية لتحديد قراره سريعا من جهة أخرى، كما أنه يحلم بتحقيق مسيرة دولية كبيرة مع فرنسا وفي نفس الوقت يتخوف من سيناريو العديد من اللاعبين الذين لم ينجحوا في الاستمرار طويلا مع “الديكة” عكس ما هو الحال بالنسبة لمن اختاروا الجزائر.
بودبوز ناصحا: “قُم باختيار القلب ولا ترضخ للضغوط”
وتحدث رياض نجم نادي شبيبة القبائل الذي اختار الجزائر في عام 2010 وعمره لا يزيد عن 20 عاما حول قضية شرقي وأكليوش، فأكد في تصريحات لصحيفة “ليكيب” الفرنسية” أن نجمي ليون وموناكو يجب أن يختارا منتخبهما بناءً على إشارة القلب بدلا من الرضوح لأي ضغوط مهما كان حجمها، وقال جوهرة الكرة الفرنسية الشبانية سابقا في كلامه: “أريد فقط أن أقول لهما، إختارا ما يُمليه عليكما القلب، قبل كل شيء إتخذ قرارك بنفسك، لا تسمح لأي شخص بالتأثير على ما تشعر به في أعماقك”، ويرى بودبوز بفضل خبرته في هذا الموضوع تحديدا أن الكثير من العوامل غير الرياضية بإمكانها أن تؤثر على اختيارات اللاعبين، ذلك أنهم يعيشون ضغوطا كبيرة جدا في فرنسا سواء من المحيط الإعلامي والجماهيري أو داخل النوادي.
م. بلقاسم
