تنص مبادئ الدولة في النظام الأساس للحكم في المملكة العربية السعودية على أنه “تمثل الدعوة الإصلاحية التي قامت على أساسها الدولة السعودية الركيزة التي اعتمد عليها الحكم فيها، وتقوم تلك الدعوة على أساس إقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، وإصلاح العقيدة وتنقيتها من البدع وهي بذلك تستمد مبادئها من المبادئ الإسلامية الصحيحة التي كانت سائدة في صدر الإسلام”.
من خلال ما سبق، نرى أن هناك تناقضا صارخا بين ما جاء في “دستور السعودية” تحت مسمى “مبادئ الدولة” وبين ما هو حاصل في السنوات الأخيرة في إطار ما يسمى “بنشاطات موسم الرياض” التي ترعاها هيئة الترفيه برئاسة تركي آل شيخ، حيث إن مظاهر الفسق والمجون التي تتجلى في هذه النشاطات كل عام لا تمت بصلة للمبادئ التي قيل أنها “مستمدة من المبادئ الإسلامية الصحيحة التي كانت سائدة في صدر الإسلام”، ثم إن ما يحدث في عديد مدن المملكة العربية السعودية على غرار “مدينة الرياض” لهو منكر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا، لا نجد ما يوحي بأن هناك تطبيقا لما جاء في مبادئ الدولة بخصوص أن الدعوة الإصلاحية التي قامت على أساسها الدولة السعودية تمثل الركيزة التي اعتمد عليها الحكم فيها، والتي تقوم أي الدعوة على أساس إقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وبالتالي فإن كان دستور المملكة “مقدسا” فإن واقع المملكة قد دنسه، وإن كان واقع المملكة هو الذي بات مقدسا فعلى “سلمان وابنه” أن يحدثا تعديلا على دستور المملكة بما يتناسب مع الواقع الجديد للمملكة والذي تميعت فيه “الأخلاق والمبادئ” وضربت فيه شرائع الإسلام عرض الحائط.
من جهة أخرى، تنص المادة الأولى في النظام الأساس للحكم في المملكة العربية السعودية على أن “المملكة العربية السعودية دولة عربية، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسول صلى الله عليه وسلم، ولغتها هي اللغة العربية وعاصمتها مدينة الرياض”، وتنص المادة الثالثة من ذات النظام على أنه “يكون علم الدولة كما يلي: لونه أخضر، عرضه يساوي ثلثي طوله، تتوسطه كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، تحتها سيف مسلول ولا ينكس أبدا”، وما نلاحظه أيضا، هو أن هاتين المادتين متناقضتان مع ما هو حاصل، ذلك لأن دستور الدولة هو أسمى قانون فيها، وعندما تمارس في دولة دستورها كتاب الله وسنة رسول الله طقوس شيطانية وتنظم فيها مهرجانات ماجنة فهذا ما يمكن القول عنه أنه إساءة فعلية “لكتاب الله وسنة الرسول”، ثم إنه عندما يكون علم الدولة متضمنا لعبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقر الدستور بأنه لا ينكس أبدا ثم نجد راقصة تضعه على خصرها، تارة، ونجده يعلو فضاءات الرقص والمجون فهذه إساءة للفظ الجلالة ولعبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكيف لعلم “لا ينكس” أن “يدنس”؟ وهنا، نرى أنه من الأجدر تغيير العبارة في علم السعودية بما يتماشى وواقعها، فندرج عبارة “أكرمكم الله” أو حتى “حاشاكم” كي لا يدنس لفظ الجلالة في دولة ضربت بمقدساتها ومبادئها “خصر لوبيز”.
حمزه لعريبي