
ظلت أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كثيرا ما استثمر في الفتن وهو يكشف كل مرة عن أفكار “من طين” تجاه الجزائر وما يحيط بها، وتجاه كل ما يتعلق بأمنها واستقرارها ليثير بتصريحاته الجديدة الغضب والسخط وهو ينبش التراب باحثا عن “صلصال” يصنع منه تمثالا يجعل منه قربانا لإنجاح مخططاته، فكانت كلماته من صلصال يتشكل حسب الحاجة والغرض والمصالح التي أبدا لن تكون مشتركة بين دولة لازالت ريح النزعة الاستعمارية تفوح من كل ثناياها وأركانها ودولة عانت ويلات الظلم والجور والقهر والإجرام على يدها.
فحين ذكر الرئيس الفرنسي خلال أشغال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين الاثنين الماضي بأن ” الجزائر تدخل قصة تهينها بمنعها رجلا مصابا بمرض خطير من الحصول على العلاج” وهو يشير سرا وعلانية إلى الكاتب الجزائري المحتجز في وحدة الرعاية منذ منتصف ديسمبر الماضي “بوعلام صلصال”، فقد تطاول على سيادة دولة بوزنها ومكانتها واستقلاليتها والأهم من كل ذلك ديمقراطيتها هي الجزائر.
وهو التصريح الذي واجه رفضا قويا واستنكارا كليا من طرف الدولة بمختلف مجالسها وجمعياتها ومنظماتها وأحزابها، باعتبارها تصريحات غير مسؤولة بل في الواقع هي تصريحات مسمومة الهدف منها المساس بمكانة الجزائر وتدخل سافر في شؤونها الداخلية ومساس بسيادتها وكرامتها ومحاولة خبيثة لتشويه صورتها الدولية علما أن القضية قيد النظر وفق القوانين الجزائرية.
نوارة بوبير