العمود

أعداء التنمية

بصراحة

كثيرا ما نتحدث عن أن سبب فشل النهوض بالتنمية في ولاية من ولايات الوطن أو في منطقة معينة هو تهميشها من طرف السلطات العليا في البلاد ومن طرف المسؤولين الكبار، هذا يحدث فعلا، لكن الأمر الذي لا نتطرق إليه إلا نادرا أو ربما الأمر الذي نرفض أن نصارح أنفسنا به هو أن هناك موظفين يشغلون مناصب صغيرة لكنها حساسة، أي أنهم لا يملكون من مراتب المسؤولية الشيء الكثير لكنهم أصحاب صلاحيات تستغل في كثير من الأحيان في عرقلة التنمية، تارة بانعدام الحكمة في التصرف وتارة بالتعنت وتارة أخرى استجابة لدناءة النفس التي تملي حب “العرقلة”.

كما حدث مع أحد المشاريع التنموية استفادت منه إحدى بلديات، حيث وفي مرحلة إعداد الاستشارة لم يكن من الموظف المكلف بالإشراف على تحديد تكلفة المشروع إلا أن ضخم الرقم بما لا يتماشى ولا يتناسب مع المنطق ولا مع أقل ما يمكن أن يحصل عليه أي مقاول من أرباح، ورغم أن مختصين في مجال الصفقات العمومية قد نبهوا الموظف إلى الأمر وأصروا على أن يعيد النظر في الأمر إلا أن “الموظف” أو لنقل “المشرف” قد تمسك برأيه تمسكا شديدا، الأمر الذي لم يشجع أي مقاول على أن يتقدم للحصول على المشروع وتجسيده وبالتالي سحبه وإلغاؤه فخرجت البلدية بخفي حنين رغم أن المشروع قد طال انتظاره ولا زال السكان يطالبون به وهم لا يعلمون بأن “اللقمة قد وصلت إلى الفم” ولم تؤكل بسبب موظف “متعنت” مصاب بمرض “التسلط”.

إن معاتبة المسؤولين الكبار والتمسك بتقليد انتقاد السلطات والولاة والوزراء قد أغفلنا عن استيعاب حقيقة أن هناك من هم أشبه بعصا في العجلة من الموظفين الصغار الذي لا يملكون غير “ختم” يحلون به ويربطون، وهؤلاء من يجب محاربتهم بحجة أنهم معرقلون وأعداء للتنمية وأعداء للشعب، بسبب إصابتهم بأمراض نفسية وامتلاء قلوبهم بأحقاد اتجاه “مجتمعهم”.

سمير بوخنوفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.