
ينتشر على مستوى العديد من الأحياء بمدينة باتنة، في الأيام الأخيرة، أشخاص يدَعون الجنون يقومون بالاعتداء على المواطنين سواء جسديا أو لفظيا، ويتميزون بهيئة محترمة ونظيفة لا توحي للمارة بأنهم أشخاص يعانون من مرض عقلي، وهو ما ساهم في زرع الرعب والهلع وسط المواطنين، مطالبين بالوقوف على هذه الظاهرة وإيجاد حل لهؤلاء الافراد.
وبحي بوعقال، بالضبط في السوق الشعبي “la rue H”، تتواجد فتاة شابة في مقتبل العمر، ترتدي ملابس نظيفة وتكتسي حلة جميلة وتضع مساحيق التجميل بشكل احترافي، تتجول على طول السوق وتقوم بالاعتداء بالضرب على المارة سواء كانوا أطفالا أو نساء، دون أن يرف لها جفن في ذلك، وتستمر في ضرب ضحيتها بشكل جنوني ودون أي أداة بيدها أو استخدامها لأي وسيلة أخرى، ولا تترك ضحيتها إلا وهي ممرغة في دمائها، وقد شكلت في هذه الأيام الأخيرة خطرا كبيرا على المتوافدات على هذا السوق الشعبي المعروف، وقد شهد الكثيرون على بشاعة تصرفاتها وجرأتها في الاعتداء دون سابق انذار، كما اشتكت العديد من النساء من الخوف والهلع الذي تشكله، خاصة أن هيئتها الخارجية لا توحي بتاتا بأنها مجنونة –حسب ما يشار إليها من طرف الباعة والمواطنين هناك- وقد جعلها هذا المنظر تعطي انطباعا طبيعيا للجميع، غير أن تصرفاتها بقيامها بضرب كل من يمر في طريقها من أطفال أو نساء وبشكل مبرح للغاية، غير رسم الكثير من الشكوك حولها وحول اعتداءاتها المتكررة التي بثت الرعب في نفوس النسوة وأبنائهن.
الأمر لا يختلف كثيرا عن عدد من المجانين وسط مدينة باتنـة، الذين يتميزون بمظاهر عادية لا توحي بالجنون أو أي مرض عقلي بسبب نظافتهم وملابسهم المحترمة، قبل أن يتلفظوا فجأة بكلمات خادشة للحياء ويعطوا لأنفسهم الحق في سب المارة بشكل علني وصراخ متعال يفر منه الجميع، وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملفت في الولاية وأصبحت آفة خطيرة تهدد حياة المارة وكرامتهم، خاصة أن العديد منهم يتصرف بشكل عادي جدا وشكله نظيف ومرتب ولا يوحي بأنه مصاب بأي مرض عقلي.
من جهتهم، ابدى الكثير من المواطنين استيائهم جراء انتشار هذه الآفات التي زعزعت استقرار المجتمع وزرعت فيه الخوف والرعب، مع غياب أي إجراءات ضد هؤلاء وهو ما جعل عددهم في تزايد مستمر، خاصة في فئة الرجال الذين اتخذوا من هذه التصرفات شكلا من أشكال إرهاب المواطنين وتخويفهم، قبل أن تنضم إليهم عدد من الشابات على غرار تلك التي تتجول في شوارع بوعقال وتضرب كل من يمر به دون أن يرف لها جفن، مع حيرة كبيرة وسط الحاضرين الذين طالبوا بتدخل الجهات الأمنية وهيئات المجتمع المدني لوضع حد لهذه الفئة التي مست باستقرار المواطنين وأمنهم.
فوزية. ق