
من أعَالي جِبَال جيجَل أكتُبُها إلى أبِ الثّورةِ التحْريريَة الكبْرى تثَاءبت الحُروفُ و تمَايَل الكَلِمُ وتناثرتْ منْ مُقلتاي العبر عند ذكر اسمِك يا مصُطْفى الأشم.. وُلدت في شتاءٍ ذي رعد وبرقٍ مكرما في بيت ذي جاهٍ وعز فأبيت ذلك والتحَقت بصَحبك اتخَدت من الجِبال بَديلاً للديارِ و منْ برد قمم الجبال فراشاً عصفت بالعدو وبددت سعيه في احتلال بلدٍ لم يرض الذل يوما
وخطّطتم وجهّزتم وفي ليلة نوفمبَريّةٍ قصَفتم زلزَلتمْ أركَان العدُو أخَفتم مَن عبثُوا بالجَزائر قرْنًا فأصَابهم بعْد ذلِك عُقْمُ وقفَت في وجْهِهم حصْنا منيعاً فارتعبوا وعن أنيابهم عَرُّوا سجنوك وعذبوك أشد عذابٍ فلم تجِد بدًّا من الفرَار دبّروا لَك المَكائد وخَططوا رَموك بقنبلةٍ فاسْتشهدتَ يا بَطلاً كنتَ مغوَارا أبشرْ يا شَهيد فقد خلفت ورَاءك رجالاً شجعانا حمَلوا المِشعل ولبّوا النّداء حاربوا المسْتدمر ورفضوا الإنْحناء بثوا الرعبَ في القلُوب و أرهبوا الأعْداء حتّى تحققَ المَنال و تحرّرت الأرْضُ الطيبة بعد طول عناء بفضلِ تضحياتكمْ يا شهداء أنت والعربي و بومدين وغيرهم من العظماء هَذه كلِماتي تتسرّب من الأعماق لشُكرِك يا من ضحّيتَ من أجل الوَطن بأَبهضِ الأثْمان ولا يَسعُني إلا أنْ أقولَ : سَنكمِلُ المَسِير سنبنِي جَزائِرا تأبى الإنكسار سنرفع راية الانتصار سنَحميها من كُل بلاَء و من كيْد الأعدَاء فاللهم احفَظ جزائِرنا من كل الشُّرور والأَخطَار.
مرية شلاط/ جيجل