مجتمع

أسئلة الفلسفة تكشف هشـاشة التحضير لامتحـانات البكالوريا

أبانت ردود أفعال نسبة كبيرة من مترشحي البكالوريا في شعب الآداب والفلسفة أول أمس حول مواضيع مادة الفلسفة، عن هشاشة الجانب التعليمي والتحضيري الخاص بهذا الموعد المفصلي في مشوارهم الدراسي.

حيث فاجأ السؤال المقدم أغلبيتهم بكونه خارج صندوق توقعاتهم وكذا توقعات أساتذة دروس الدعم الخصوصية المعتمد عليهم في السنوات الأخيرة بشكل كبير، والذين باتوا يراهنون على موضوعين أو ثلاثة من مجمل دروس المنهاج السنوي ويقدمون مقالات جاهزة للتلاميذ الذين باتوا يعتمدون على هؤلاء كسلاح متقدم للتوقع والتخطيط والحفظ والنجاح، بعيدا عن التحضير الممنهج والخطوات التحليلية التي من المفترض تعويد التلاميذ عليها منذ بداية العام الدراسي خاصة بالنسبة لمثل هذه المواد الحيوية والأساسية لاسيما وأنها تختص بمعاملات كبيرة تجعلها لا تقبل أي استهزاء أو تهاون في التحضير لها.

وهو ما جعل ردود الأفعال حيال الأسئلة المقدمة على ورقة الامتحان تتجاوز حدود المعقول، بحالات من الامتعاض العام والإغماءات والبكاء الهستيري لبعض المترشحين خاصة من فئة الجنس اللطيف، وهو ما صرح به العديد من التلاميذ بعد خروجهم من مراكز الامتحانات وأكده عدة أساتذة مشرفين على عمليات الحراسة داخل قاعات الامتحانات والذين عمدوا إلى مرافقة العديد من الطلبة ذهابا وإيابا لغسل وجوههم، في محاولة لإعادة توازنهم وتركيزهم.

وقد أدى هذا الاستياء من قبل هؤلاء المترشحين، إلى امتعاض وتهجم كبيرين عليهم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجمع الكثيرون على كون البكالوريا شهادة مصيرية تسمح بانتقالهم إلى الجامعة واختيار التخصصات التي تسمح برسم معالم مستقبلهم المهني بشكل كبير، وهو ما يستلزم التحضير الجيد والملم بمختلف المواد والمواضيع وطريقة تحليلها ومنهجية الإجابات فيها والتدعيم بالمقولات مفكري هذا العلم الواسع على غرار مادة الفلسفة، لا تقديس النقاط بعيدا عن جو الفهم والعمل البناء والممنهج، من خلال الاعتماد على الحفظ الأصم والموجه بناء على تكهنات أساتذة معينين بنوا شعبيتهم بإصابتهم لبعض المواضيع المقترحة قبلا، متجاهلين أن هذا التكهن قد يخطئ أكثر مما قد يصيب، والتحضير لامتحانات البكالوريا بهذا الشكل السلبي سيبني أجيالا من المتكاسلين والمتكلين الذين يبحثون عن التفوق الدراسي اللحظي لا العمل على بناء مكتسبات علمية ومعرفية يتم العودة إليها والاعتماد عليها عند الحاجة من جهة وكذا تطويرها بالاطلاع والدراسة من جهة أخرى.

ر. م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.