
أزمة الغاز الروسي.. الجزائر المستفيد الأول وأوروبا في مأزق
أعلنت أوكرانيا قرارها بوقف عبور الغاز الروسي عبر أراضيها، وهو تطور جاء في توقيت حرج للغاية، ليترك أوروبا في مواجهة أزمة خانقة، بينما يفتح الباب أمام الجزائر لتكون المستفيد الأكبر بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية القوية.
ويمثل هذا القرار، تطورًا جديدًا على مستوى إمدادات الطاقة، حيث قررت أوكرانيا وقف مرور الغاز الروسي عبر أراضيها. هذا القرار الذي أثّر بشكل مباشر على أوروبا، وهو قرار جاء في وقت حساس للغاية، مما يجعل الجزائر أحد أكبر المستفيدين من هذه الأزمة بفضل موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة في مجال الغاز الطبيعي.
تملك الجزائر ميزات تجعلها خيارًا مثاليًا لتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة أبرزها، أنها تملك أنبوبين للغاز نحو أوروبا، وهما أنبوب الغاز نحو إيطاليا وأنبوب الغاز نحو إسبانيا إضافة إلى ذلك، تتمتع الجزائر بتاريخ حافل بالالتزام بعقودها مع الدول الأوروبية، ما يجعلها مصدرًا موثوقًا وآمنًا للطاقة، خاصة في أوقات الأزمات.
قرار موسكو بوقف ضخ الغاز جاء في وقت حساس، مع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على التدفئة. المخزونات الأوروبية تعاني من نقص حاد ما يضاعف من حجم التحديات أمام القارة التي كانت تعتمد على نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر أوكرانيا، بتكلفة زهيدة بلغت 5.8 مليار دولار. الآن، تواجه أوروبا خيارًا أكثر تكلفة باللجوء إلى الغاز المسال، بتكلفة قد تصل إلى 8.7 مليار دولار.
في ظل هذه الأزمة، تمتلك الجزائر فرصة لتعزيز مكانتها كمورد رئيسي للغاز إلى أوروبا. مراجعة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي قد تمنحها مزيدًا من النفوذ، سواء في الشروط الاقتصادية أو السياسية.
بينما تواجه أوروبا شتاءً صعبًا وأزمة طاقة خانقة، تبدو الجزائر في موقع قوة، قادرة على استثمار هذه التطورات لتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية، وترسيخ مكانتها كمحور أساسي في أمن الطاقة الأوروبي.