أحياء وقرى خارج حسابات التنمية بنقاوس وسفيـان بباتنة

رغم الكثافة السكانية والتوسع العمراني الذي تعرفه بعض المناطق بولاية باتنة، إلا أن واقع التنمية لا يزال غائبا عن أحياء في بلدية نقاوس وقرية تيفران التابعة لبلدية سفيان، حيث يعيش السكان على وقع التهميش وغياب الضروريات، في ظل مطالب متكررة بالتدخل العاجل من السلطات لإنصاف هذه المناطق التي تبدو خارج خارطة المشاريع التنموية، خاصة في ما يتعلق بقطاعات حيوية على غرار التربية، الصحة، التهيئة الحضرية والنقل المدرسي.

ففي نقاوس، يطالب سكان أحياء السطاحي والمجالب براس العين بتوفير طرقات معبدة ومرافق جوارية تؤمن الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة نحو أقرب مؤسسة تربوية بسبب غياب ابتدائية بالأحياء المعنية، مع انعدام كلي للنقل المدرسي، الأمر الذي ضاعف من معاناة الأولياء والتلاميذ، كما يشتكي السكان من نقص الهياكل الصحية، حيث لا تتوفر الأحياء سوى على مستوصف صغير لا يلبي احتياجاتهم، ما يدفعهم إلى التنقل نحو وسط المدينة لتلقي العلاج، أما متوسطة الحي، فهي تعاني من اكتظاظ خانق تجاوز طاقتها الاستيعابية بكثير، ما يؤثر سلبا على جودة التعليم، وفي حي الخليج، ازدادت الوضعية تدهورا بفعل تسربات مياه الصرف الصحي وتحول القناة الرئيسية إلى بؤرة للروائح الكريهة والمخاطر الصحية، دون تسجيل أي تدخل فعال من الجهات المختصة رغم شكاوى السكان المتكررة، من جهتها، تعاني قرية تيفران ببلدية سفيان من واقع أكثر قسوة، حيث لا تزال الوعود بإنجاز إكمالية جديدة تراوح مكانها منذ سنوات، بينما يتنقل عشرات التلاميذ نحو مؤسسات تعليمية بعيدة في ظروف قاسية، تزداد سوءا بالاكتظاظ وسوء المعاملة، أما في المجال الصحي، فتعيش قاعة العلاج الوحيدة بالقرية حالة من الإهمال التام، دون تجهيزات ولا طاقم طبي دائم، ما أدى إلى تسجيل حالات صحية خطيرة، آخرها وفاة سيدة بسبب تأخر التكفل بها في منطقة تفتقر لأدنى شروط الرعاية الصحية، وسط خطر متزايد من لسعات العقارب والأفاعي، ويأمل السكان في أن تجد نداءاتهم آذانا صاغية، وأن تتحرك السلطات الولائية لوضع حد لهذه المعاناة، من خلال تجسيد مشاريع تنموية حقيقية تعيد الاعتبار لمناطق ظلت مهمشة رغم ما تشهده من كثافة سكانية واحتياجات متزايدة.

سميحة. ع