العمود

أبطال النظافة

لكل مقام مقال

مما يؤسف له أنه وراء كل لافتة تحذيرية لعدم رمي الأوساخ نجد أكواما من النفايات التي تعبر عن انعدام التحضر والرقي، وغياب الوازع الديني المرتبط بحتمية التنظيف وجعله صفة من صفات الإيمان وخلقا من أخلاق المسلمين، وقد انتشر الرمي العشوائي بشكل كبير ولافت في عديد الأحياء والأماكن والزوايا التي تحولت إلى بؤر قد يصعب رفعها بسهولة في حال تجاوزها الآجال المحددة لهذه العملية الحيوية التي هي من مسؤوليات مؤسسات النظافة وإن وُجد من لا يحترم الأوقات والأماكن ويعمل على تدنيس الأحياء والشوارع بنفاياته وتصرفاته غير اللائقة، لأنه من غير المنصف معاقبة الجماعة بسبب أفعال فردية لا تمثلهم ساهمت في تشويه المنظر العام للمدينة..

وقد بادرت المؤسسة العمومية للنظافة “كلين بات” بشن حملة تنظيف واسعة ستغطي جميع أحياء باتنة وشوارعها وهو الأمر الذي يبعث على الارتياح من جهة ويدفع بضرورة تعاون المواطنين مع عمال النظافة من أجل استمرارية البيئة النظيفة والمحيط النقي على الدوام وفي كامل أيام السنة، وهو الروتين الذي يُغنينا عن الحملات والمبادرات في حال التزام كل طرف بمسؤولياته وعدم التنصل منها بأعذار واهية..

والواقع الصادم ربما هو أنه تم تسجيل انعدام كلي للمكبات والحاويات في غالبية أحياء مدينة باتنة في الفترة الأخيرة زيادة عن عدم تجديدها أو مرور الشاحنات المخصصة لرفع القمامة في توقيت محدد كما هو معمول به في حال غياب الحاويات حيث فُقدت هذه الأخيرة دون تقديم بدائل وهو الوضع الذي ساهم في انتشار النفايات بأنواعها بالإضافة إلى عدم تمكين عمال النظافة أنفسهم من العمل بوسائل تعينهم وتسهل عليهم التنظيف والرفع لتُترك الأوساخ والأتربة التي يتم تجميعها في مكان عشوائي دون نقلها إلى وُجهتها المخصصة لها ما يعيد انتشارها من جديد لتزيد لأعبائهم أعباء كان بالإمكان تجاوزها في حال تم تزويدهم بما يُناسب من تجهيزات، خاصة وأن هذا القطاع قد تدعم وذلك في الدول التي تحترم مواطنيها وعمالها بآليات متطورة ساعدت على ترقية النظافة إلى أعلى رتبة لها بشوارع وأحياء تُشِع نقاء وترتيبا وقد يخجل المواطن من التجرؤ على الرمي زيادة عن تطبيق الغرامات الرادعة.. وعلى أية حال فإنه وإن أمكن الرمي بيد واحدة فإنه لا يمكن التنظيف إلا بتعاون الأيادي والإيمان بالمبدأ (لا ترمي) تحت أي ظرف ولا تتعذر.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.